كشفت قناة عبرية، ضلوع موسكو في محاولات إخماد اشتباكات غير مسبوقة بين معسكري الإصلاحيين والمحافظين في إيران.
وذكرت قناة "أخبار 12" أن تسريب مقطع فيديو قصير للرئيس السابق حسن روحاني، أشعل نيران الغضب في البرلمان الإيراني يوم الأحد الماضي.
وتضمن مقطع الفيديو اعترافًا من روحاني بتدخلات موسكو في سياسة إيران الخارجية.
وعلى وقع المعركة السياسية، هاجم رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، الرئيس روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف بشدة، مدعيًا أن تصريحاتهما الأخيرة "أضرت بالمصالح الوطنية" والعلاقات الاستراتيجية مع روسيا.
وقال قاليباف: "في الوقت الذي تتقدم فيه شراكتنا الاستراتيجية مع روسيا، قام روحاني وظريف بتخريبها من خلال هذه الطريقة".
ولاقت تصريحات قاليباف هتافات "الموت لروحاني" من جانب أعضاء متشددين في البرلمان.
وحاول الإصلاحيون في البرلمان تهدئة الخواطر عبر تبرير تصريحات روحاني وظريف، وأكدوا أنها "كانت محاولة لإبداء مدى الولاء للكرملين".
وتسللت الفوضى إلى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تساءل معلقون بعبارات ساخرة: "هل اشترط الروس صمت الإيرانيين للتعاون؟ إن كان الأمر كذلك، فهذا ترتيب مخجل".
وزعمت وسائل إعلام إيرانية من خارج المعسكر المحافظ أن "مقطع الفيديو الذي يثير كل هذه الضجة منزوع من سياقه"، ونشرت نسخة كاملة من التصريحات.
وبحسب وسائل الإعلام، لم ينتقد روحاني موسكو إطلاقًا، بل انتقد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، لافتة إلى أنه خلال فترة ولايته، عمل روحاني على تعزيز العلاقات مع روسيا والصين.
ووجد جواد ظريف نفسه هو الآخر وسط العاصفة، إذ نسب له المحافظون الإيرانيون تصريحات في "غرف مغلقة"، قال فيها إن روسيا "لا تريد لإيران علاقات طبيعية مع العالم".
وأوضح في الوقت ذاته أن "موسكو لا تريد لطهران أيضًا خوض صراع مباشر مع دول أخرى".
وعلى خلفية هذه الصراعات، تزايدت التوترات بين المعسكرين الحاكمين في إيران، خاصة منذ توقيع الاتفاق الاستراتيجي بين طهران وموسكو في يناير/ كانون الثاني الماضي لمدة 20 عامًا، والذي يشمل التعاون في مجالات الأمن والطاقة والنقل والتمويل.
ووسط احتدام الأزمة في طهران، سعت موسكو إلى تهدئة الأمور.
ونفى نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أمس الثلاثاء، مزاعم التوتر أو انعدام الثقة بين البلدين.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، قال ريابكوف إن على روسيا وإيران الوقوف "بشكل أوثق من أي وقت مضى" في وجه الضغوط الغربية.
وأوضح أنه "لا يوجد أي انعدام ثقة بين بلدينا. علينا أن ندرك أن كلا البلدين يمران بمرحلة عصيبة للغاية، وروسيا مستعدة للتعاون في جميع المجالات - الاقتصاد، والمالية، والنقل، والأنشطة النووية المدنية".
كما انتهز ريابكوف الفرصة لمهاجمة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وقال إنهما "يستخدمان البرنامج النووي الإيراني ذريعةً للتهديدات العسكرية وفرض العقوبات".
وأضاف أن "هذا يضر بالأمن الدولي ورخاء البشرية جمعاء. نحن نقف إلى جانب إيران".
وخلال الأيام الأخيرة، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن إيران "شريكة" لروسيا، وإن موسكو مهتمة بتوسيع التعاون بين البلدين في كل مجال ممكن.
وفي خضم هذه العاصفة، تحدث سفير إيران لدى روسيا، كاظم جلالي، أمس الثلاثاء، أمام لجنة الشؤون الخارجية والأمن في البرلمان الإيراني، قائلا إن روسيا لم تكن على علم بالهجوم الإسرائيلي على إيران في بداية حرب يونيو/ حزيران الأخيرة.
وجاءت تصريحات كاظم جلالي وسط أصوات في إيران تقول إن روسيا "باعت" إيران فعليًا، وأنها كانت على علم بالخطة مسبقًا.
وأضاف جلالي، أمس الثلاثاء، أن إيران لم تطلب من روسيا شراء بطاريات دفاع جوي متطورة من طراز S-400 في إطار عملية ترميم منظومة الدفاع الجوي الإيرانية، التي تم تدميرها خلال حرب الـ12 يومًا أمام إسرائيل.