الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم

إيران على مفترق طرق.. صدام بين المحافظين والإصلاحيين حول التحالف مع روسيا

الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بيزشكيانالمصدر: أ ف ب

تصاعد الجدل في إيران بين الصحافة المحافظة والإصلاحيين عقب هجوم حاد شنّته صحيفة "كيهان"، اليوم الاثنين، التابعة لمكتب المرشد علي خامنئي، ضد عدد من الشخصيات السياسية البارزة، بينها الرئيس الأسبق حسن روحاني والقياديان الإصلاحيان حسين مرعشي وآذر منصوري، متهمةً إياهم بالسعي إلى "شلّ البرلمان وخلق دكتاتورية جديدة".

وقالت الصحيفة في تقرير حمل عنواناً لافتاً "الدكتاتوريون الصغار قصفوا البرلمان"، إنّ بعض الإصلاحيين باتوا ينظرون إلى البرلمان بوصفه "عقبة أمام سلطتهم"، مستخدمةً مصطلح “لياخوف”في إشارة إلى الجنرال الروسي الذي قصف البرلمان الإيراني مطلع القرن العشرين كرمز لما وصفته بـ"محاولة جديدة لتكميم صوت النواب المنتخبين".

وهاجمت كيهان تصريحات مرعشي الذي قال مؤخراً إن "الوفاق يعني الفرار من شرّ البرلمان"، معتبرةً هذا الموقف دليلاً على"نزعة إقصائية لدى الإصلاحيين"، فيما ربطت تغريدة المتحدثة باسم التيارات الإصلاحية آذر منصوري عن "لياخوف" بمحاولة "توجيه الرأي العام ضد البرلمان الحالي".

أخبار ذات علاقة

خامنئي

"الجمهورية المتصدعة".. النخب الإيرانية تتصارع في "غياب خامنئي"

أما بخصوص حسن روحاني، فقد اتهمته الصحيفة بـ"التحقير المتعمّد لمكانة البرلمان" بعد قوله إنّ "قوانين لا تحظى بتأييد 80 إلى 90% من الشعب لا يمكن اعتبارها قوانين شرعية"، ووصفت تصريحاته بأنها "تناقض صارخ مع سجله السياسي خلال رئاسته".

وأضاف التقرير أن تصريحات روحاني "تأتي في وقت تتزايد فيه مطالبات النواب بمساءلته على سياساته السابقة، ومنها أزمة البنزين عام 2019 وتدهور العملة"، بينما يرى مراقبون أن هجوم كيهان يعكس احتدام الصراع بين التيارين الإصلاحي والمحافظ حول شرعية المؤسسات المنتخبة، ومعنى “التمثيل الشعبي” في النظام السياسي الإيراني.

هل فرضت روسيا شروطا على إيران؟

وأثار السياسي والمحلل الإصلاحي أحمد زيدآبادي جدلا واسعا بعد رده اللاذع على رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، الذي هاجم الرئيس الأسبق حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف من على منبر البرلمان يوم أمس.

وكان قاليباف قال في كلمته أمام النواب"أعلن انتقادي الصريح لمواقف الرئيس ووزير الخارجية الأسبقين، اللذين أضرا بمسار التعاون الاستراتيجي مع روسيا في وقت حساس من تطور العلاقات."

لكن زيدآبادي ردّ في منشور نشره عبر قناته على "تيليغرام" قائلاً "ليته أوضح كيف يمكن لشخصين سابقين، لا يشغلان أي منصب رسمي اليوم، أن يُلحقا ضرراً بالتعاون مع موسكو بمجرد إبداء رأيهما؟"

وتابع متسائلًا"هل اشترطت روسيا على إيران أن يصمت المواطنون الإيرانيون عن انتقاد سياسات الكرملين؟ إن كان الأمر كذلك، فذلك يعني علاقة استعماريّة مُهينة، أشبه بالتبعيّة السياسية!"

وأضاف زيدآبادي أن "المشهد في إيران مقلوب"، موضحاً أن المسؤولين الحاليين يملكون حرية التعبير عن مواقفهم السياسية، حتى لو خالفت التوجهات الرسمية، بينما يُطالَب المسؤولون السابقون أو المواطنون العاديون "بالحذر من كل كلمة يقولونها".

أخبار ذات علاقة

اتفاق هدنة بشروط روسيا ولمصلحة الأسد وإيران

من يخاف من نقد الدبلوماسيين يعيش عقدة التبعية

وفي خضم الجدل الدائر في طهران عقب الهجوم السياسي والإعلامي على محمد جواد ظريف بسبب انتقاداته لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خصصت صحيفة "هم‌ میهن" الإصلاحية تقريراً مطولاً دافعت فيه عن حقّ الدبلوماسيين السابقين في التعبير عن آرائهم، معتبرةً أن "الخوف من نقد ظريف يعكس أزمة ثقة داخلية لا تهديداً للعلاقات مع موسكو".

وقالت الصحيفة إنّ خروج أي دبلوماسي من وزارة الخارجية "لا يعني خروجه من ساحة التحليل"، فهؤلاء المسؤولون السابقون يمتلكون خبراتٍ تراكمية وشبكاتٍ دولية تجعلهم بمثابة "نظام إنذار مبكر" لصناع القرار.

وأضافت أن "تصريحات المسؤولين السابقين تُعد في كل دول العالم آراء شخصية لا تمثل الموقف الرسمي، وهي قاعدة تحمي الدول من أي تبعات سياسية أو دبلوماسية".

نقد لا تهديد

الصحيفة قارنت بين وضع ظريف وتجارب عالمية أخرى، مشيرةً إلى أن هنري كيسنغر ظلّ حتى آخر سنوات حياته ينتقد سياسات واشنطن تجاه الصين وروسيا دون أن تتأثر علاقات أمريكا الخارجية، كما أن وزراء خارجية سابقين في بريطانيا وروسيا مثل جاك سترو ويفغيني بريماكوف مارسوا النقد العلني دون أن يُعتبر ذلك إخلالا بالمصالح الوطنية.

وكتبت الصحيفة بلهجة حادة "إذا كان نقد دبلوماسي متقاعد يمكن أن يهزّ علاقة استراتيجية، فالمشكلة ليست في النقد بل في هشاشة تلك العلاقة".

ورأت أن علاقات إيران وروسيا اليوم "مبنية على أسس هيكلية عميقة" تشمل التحالف ضد العقوبات، والتعاون في مجال الطاقة، والتنسيق الأمني الإقليمي، وهذه المصالح لا تتأثر بتصريحات إعلامية.

وأضافت أن "روسيا دولة خبيرة في التفريق بين المواقف الرسمية والتعليقات الشخصية، ولا تنفعل من نقدٍ عابر".

 نقد ظريف ضرورة لا خطيئة

واعتبرت الصحيفة أن تصريحات ظريف الأخيرة حول سلوك موسكو في المفاوضات النووية لا تمثل خروجاً عن الصف الوطني، بل تمثل"نوعاً من التغذية الراجعة التي تكشف الثغرات وتمنع احتكار القرار الدبلوماسي داخل حلقة مغلقة".

وختمت "هم‌ میهن" مقالها بالقول "الخوف من نقد الدبلوماسيين المتقاعدين علامة على غياب الثقة بالنفس، وهي أخطر من أي نقدٍ قد يوجّه إلى دولة صديقة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC