أكد خبراء في الشأن الأمريكي، أن مظاهرات المناهضين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لن تؤثر على سياساته، ولكن سيكون لها انعكاسات على انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في عام 2026.
وبيّنوا لـ"إرم نيوز"، أن أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، هم من يستطيعون تغيير السياسة، ولكن ذلك لن يكون بشكل جذري في ظل التقاسم القائم بين الجمهوريين والديمقراطيين للمقاعد.
وبحسب مراقبين، يتجه ترامب إلى منصة الديكتاتورية أو نحو اليمين المتطرف، فيما يعتبر آخرون أن سياساته غير حكيمة، خاصة في ما يتعلق بالوضع الاقتصادي، إذ إن فرض رسوم جمركية مرتفعة على السلع الأجنبية قد لا يؤدي إلى تحقيق نمو اقتصادي فعلي في الولايات المتحدة.
وشارك مئات الآلاف من الأمريكيين يوم السبت، في مظاهرات كان متوقعاً أن تكون "مليونية" مناهضة للرئيس ترامب حملت عنوان "لا ملوك"، جابت العاصمة واشنطن ومدناً أخرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن الدكتور نبيل ميخائيل، إن جزءاً من سياسة ترامب يتمثل في خفض عدد العاملين في الحكومة الفيدرالية، أي الحكومة المركزية الأمريكية، وبالتالي من الطبيعي أن يتظاهر الموظفون الذين تم تسريحهم وإنهاء أعمالهم وانقطعت رواتبهم.
وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن هناك اعتراضات واحتجاجات واسعة على هذه السياسة، في وقت تم فيه إنزال الحرس القومي في عدد من المدن الأمريكية تحت مسمى "حماية الأمن ومكافحة الجريمة" تسبب في خلافات بين ترامب من جهة، وعُمَد تلك المدن وحكام الولايات التي تقع فيها من جهة أخرى.
وأضاف ميخائيل أن بعض المراقبين يرون أن ترامب يتجه نحو الديكتاتورية أو إلى اليمين المتطرف، فيما يعتبر آخرون أن سياساته غير حكيمة، خاصة في ما يتعلق بالوضع الاقتصادي، إذ إن فرض رسوم جمركية مرتفعة على السلع الأجنبية قد لا يؤدي إلى تحقيق نمو اقتصادي فعلي في الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن المظاهرات لم تصل إلى ملايين المشاركين، وبالتالي فإن الرئيس الجمهوري لن يكون مهدداً سياسياً في الوقت الراهن، موضحاً أن الساحة السياسية الأمريكية تشهد حالة من الشد والجذب، إلا أن عصر ترامب لم ينتهِ بعد، خاصة في ظل الانتخابات القادمة في ولاية فرجينيا على منصب الحاكم.
ونوّه ميخائيل إلى أنه من المتوقع أن تؤدي رسائل الاحتجاج الحالية إلى تعزيز فرص فوز المرشحة الديمقراطية وهزيمة الجمهوريين، لكن ذلك لا يعني نهاية الدور السياسي لترامب، الذي لا يزال فاعلاً ومؤثراً، ومن المنتظر تقييم نتائج مبادراته في السياسة الخارجية، سواء في غزة أو أوكرانيا أو في مناطق أخرى من العالم.
بدوره أكد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة نورث كارولينا الأمريكية، البروفيسور خضر زعرور، أن مظاهرات المناهضين لدونالد ترامب في الولايات المتحدة لا تؤثر على سياساته، ولكن سيكون لها انعكاسات على انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في عام 2026.
وبيّن في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن أعضاء الكونغرس هم من سيغيرون بالسياسة، ولكن ذلك لن يكون بشكل جذري في ظل التقاسم القائم بين الجمهوريين والديمقراطيين للمقاعد ولا يكون الفارق إلا بنسب ضئيلة، مشيراً إلى أن المظاهرات تؤثر على السياسة الداخلية أكثر من الخارجية التي تقع في يد الدولة العميقة بالولايات المتحدة.
وأفاد البروفيسور زعرور أن الاحتجاجات من الممكن أن تؤثر في قرارات ترامب على الولايات التي تميل للجمهوريين حيث سيخسرون على أثر ذلك بعض الأصوات، موضحاً أن المظاهرات لن تؤثر بشكل جذري داخلياً أو خارجياً بحسب تصورات البعض.
ولفت إلى أنه في الوقت الحالي الحكومة الأمريكية مجمدة لعدم وجود ميزانية للتصرف المالي في ظل تشنج في السياسة الداخلية في وقت لا يملك فيه ترامب قرارات سواء داخلية أو خارجية، والأزمة ستطول قليلاً حتى تتوفر ميزانية قبل أعياد العام الجديد مع حلول شهر ديسمبر المقبل.
وذكر البروفيسور زعرور أن هذه الاحتجاجات تعطي زخماً ولكنها لن تؤثر إطلاقاً على المدى القصير بالنسبة لترامب والتزامه بسياساته ولذلك لا يبدي الرئيس الأمريكي الاهتمام المنتظر بها.