ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تعتزم وقف برامج المساعدات الأمنية طويلة الأمد لأوروبا، بما في ذلك مبادرة لتعزيز الجناح الشرقي للقارة ضد هجوم محتمل من قبل روسيا.
ونقلت الصحيفة عن ستة مصادر مطلعة أن القرار المرتقب يأتي في ظل سعي إدارة ترامب لإعادة صياغة دور واشنطن داخل حلف شمال الأطلسي، مشيرة إلى أنه سيؤثر على مئات الملايين من الدولارات من المساعدات العسكرية الأمريكية.
وقالت "واشنطن بوست" إن القرار أثار قلق حلفاء حلف شمال الأطلسي، الذين يجدون صعوبة في فهم سياسة الإدارة تجاه أوروبا وخصمها الرئيس الكرملين، كما سيؤدي إلى استياء المشرعين الأمريكيين الذين يدعمون "الناتو" بقوة.
وقال مسؤول أوروبي قلقًا بشأن الأثر الذي قد يتركه خفض المساعدات الأمريكية على موسكو: "لا يهتم الروس في الحقيقة إلا بالدولارات والقوات الأمريكية والعلم الأمريكي".
وفي بيان، قال البيت الأبيض إن تحركه لخفض المساعدات الأمنية كان "منسقاً" مع الأوروبيين ومتسقاً مع الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب لإعادة تقييم المساعدات الخارجية الأمريكية و"تأكيده الطويل الأمد على ضمان أن تتحمل أوروبا المزيد من المسؤولية عن دفاعها".
وجاء في البيان: "لقد كثّفت أوروبا جهودها... ونحن سعداء بتبنّي حلفائنا الأوروبيين المزيد من المبادرات الدفاعية".
وتردّد ترامب في التعامل مع أوروبا في خضم الصراع الأوكراني الطويل، فأظهر الإحباط والدفء تجاه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في حين أيد خططاً لدعم كييف من خلال مبيعات الأسلحة الأمريكية وضمانات الأمن، بحسب تعليق "واشنطن بوست".
وكان البنتاغون أرسل إشارات متضاربة في عهد ترامب، ففي يوليو/تموز، التقى وزير الدفاع بيت هيغسيث بزعماء دول البلطيق الثلاث المجاورة لروسيا، إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، وأشاد خلال اللقاء بجهودهم لزيادة الإنفاق الدفاعي، لكن خلف الكواليس، كان مكتب السياسات في وزارة الدفاع جاداً في جهوده لإنهاء بعض برامج الدعم.
في الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون، حيث لا يزال الدعم الحزبي، قوياً لحلف شمال الأطلسي وأوكرانيا، أعرب مساعدون عن حيرة إزاء خطة الإدارة. وقالوا إنه من غير الواضح تحديداً حجم التمويل الذي سيتأثر، وما إذا كان أيٌّ من الأموال المستهدفة مرتبطًا بأوكرانيا.
وأبلغ ديفيد بيكر، رئيس قسم أوروبا وسياسة حلف شمال الأطلسي في البنتاغون، مجموعة من مسؤولي الدفاع الأوروبيين بالقرار في أواخر الأسبوع الماضي، وعزا التغيير إلى تحول الأولويات داخل الإدارة.
ومن بين البرامج التي سيتم تعليقها مبادرة أمن البلطيق، وهي جهد يهدف إلى دعم هذه الدول الثلاث بتمويلٍ للبنية التحتية العسكرية والتدريب. وضمن حلف الناتو، تُنفق إستونيا وليتوانيا ولاتفيا معظم ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، لكن اقتصاداتها صغيرة نسبياً، مما يجعل التمويل الأمريكي بالغ الأهمية لها.
وبدأ البرنامج عام 2018، وتضاعف حجمه تقريباً منذ ذلك الحين، وفقاً للورين سبيرانزا، المستشارة السابقة لوزير الدفاع لويد أوستن، والزميلة الحالية في مركز تحليل السياسات الأوروبية، مضيفة أن هذه الأموال تُمثل دعماً رمزياً لدفاع هذه الدول، كما أنها تحميها من احتمال وقوع هجوم روسي.