هيئة البث نقلا عن مصدر مقرب من نتنياهو: إسرائيل مستعدة لوقف احتلال غزة إذا عُرضت عليها صفقة حقيقية
وجدت عملاقة البرمجيات الأمريكية "مايكروسوفت" نفسها في قلب عاصفة سياسية في الولايات المتحدة، بعدما كشف أن مهندسين صينيين كانوا يقدمون دعماً فنياً لأنظمة وزارة الدفاع البنتاغون الحساسة.
وأعلنت الشركة أنها ستتوقف بشكل كامل عن تقديم أي دعم تقني للوزارة من قبل موظفيها العاملين في الصين.
جاء ذلك عقب تقرير صحفي استقصائي أثار جدلًا واسعًا حول مخاطر الأمن السيبراني، والتساهل في حماية البنية التحتية العسكرية الأمريكية.
وقال الباحث السياسي الفرنسي جون مارك دولافيير، المتخصص في العلاقات التكنولوجية والأمنية بين الشرق والغرب "إن ما حدث يسلط الضوء على هشاشة الاعتماد المفرط على الشركاء التكنولوجيين العالميين، خاصة عندما يتعلق الأمر بقوة مثل الصين التي تُعد خصمًا إستراتيجيًا مباشراً للولايات المتحدة".
وأضاف دولافيير لـ"إرم نيوز": "مايكروسوفت، اليوم، تُجبر على إعادة تقييم أولوياتها الجيوسياسية، وربما ستدفع هذه الأزمة واشنطن لتشديد شروط التعاقد التكنولوجي مع الشركات الخاصة."
ورأى أن القضية تتعدى مجرد تقديم دعم فني، وتمس جوهر السيادة الرقمية للولايات المتحدة، وسط تنامي الصراع التكنولوجي بينها وبين الصين.
"كما تأتي هذه التطورات في وقت حساس تشهد فيه العلاقات الصينية الأمريكية توترًا متصاعدًا على عدة جبهات، من بينها الأمن السيبراني، والتجسس الصناعي".
وأشار إلى أن قرار مايكروسوفت بإبعاد فرقها الصينية عن دعم البنتاغون قد يكون خطوة استباقية للحد من الأضرار السياسية، لكنه في ذات الوقت يفتح الباب أمام إعادة النظر في العلاقة بين التكنولوجيا والأمن القومي، ليس فقط في أمريكا، بل في كل الدول التي تعتمد على شركات تكنولوجيا عالمية في إدارة بنيتها الدفاعية.
وأكد المتحدث باسم مايكروسوفت، فرانك شو، في بيان رسمي نشر على منصة "إكس" أن الشركة "قامت بتعديل هيكل الدعم الفني للعملاء الحكوميين في الولايات المتحدة، لضمان عدم مشاركة أي فريق تقني مقره في الصين في تقديم خدمات دعم لأنظمة الحوسبة السحابية الخاصة بالبنتاغون أو الخدمات ذات الصلة".
جاء ذلك عقب تقرير نشره موقع التحقيقات الأمريكي "برو بابليكا" كشف أن مهندسين صينيين كانوا يقدمون دعمًا تقنيًا مباشرًا للأنظمة المعلوماتية الخاصة بالبنتاغون، وسط إشراف أمريكي محدود وغير متخصص من الناحية التقنية، ما أثار تساؤلات حادة حول مدى جدية التدقيق الأمني في مثل هذه العمليات الحساسة.
وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، أكد صحة هذه المعلومات، لكنه شدد على أن الصين "لن تكون لها أي صلة من الآن فصاعدًا، بأي شكل من الأشكال، بالبنية التحتية المعلوماتية لوزارة الدفاع".
وأضاف: "سنقوم بمراجعة عاجلة تستغرق أسبوعين أو أقل، للتأكد من أن ما تم كشفه لا يتكرر في أي فرع آخر من الوزارة".
وأوضح أن وزارته ستواصل مراقبة و"مواجهة جميع التهديدات المحتملة لشبكاتنا وبنيتنا التحتية العسكرية".