أثار إعلان إسرائيل استعادة رفات الجندي تسفي فيلدمان من سوريا بعد 43 عاما على مقتله تساؤلات حول مصير الجاسوس الشهير إيلي كوهين.
ويرى خبراء أن مسألة كوهين مختلفة وتحتاج على الأقل لجهد أطول، رغم أن إسرائيل تسعى وراء فيلدمان منذ 2019.
"ودخل عملاء الموساد المسلحون مع حراس قبره في مواجهة للحصول على رفات لتحليله للتأكد من أنه هو بالفعل"، وفق الرواية الإسرائيلية المنتشرة في وسائل الإعلام العبرية خلال الساعات الأخيرة.
في المقابل، ليست هناك معلومات كثيرة متوفرة عن مكان دفن كوهين، وظلت محاولات البحث عنه، والضغوط لإعادته مستمرة لسنوات.
ولم تستبعد التقارير العبرية أن تكون إعادة رفات كوهين من المطالب الإسرائيلية لفتح صفحة جديدة مع النظام السوري.
وربط مراقبون بين المباحثات السرية بين سوريا وإسرائيل، التي كانت بمبادرة من الرئيس السوري الحالي، والذي حضر جلسات منها، وعمليات العثور المفاجئ على رفات هذا الجندي الإسرائيلي، وفق تعبيرهم.
من جانبه، استفاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الحادث لإعادة بعض من شعبيته المنهارة بتوتر العلاقات بينه وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وخرج نتنياهو عن صمته، وفق عدة وسائل إعلام عبرية، تابعت الخبر المفاجئ، فقد أبلغ بنفسه عائلة فيلدمان، الذين كانوا بالطبع في غاية الفرح.
نتنياهو ذهب إلى منزل عائلة العسكري الذي عُثر على رفاته؛ لإطلاعهم على المستجدات.
وقال شقيقه: "كنت أتمنى أن يكون مختطفا مثل مختطفي غزة، الذين ظلوا لسنوات طويلة هناك".
وشكر نتنياهو الموساد والجيش الإسرائيلي على دورهما في العثور على رفات هذا الجندي، الذي شارك في عمليات بلبنان وسوريا.
ووفق تقرير القناة السابعة، قاد عملية إعادة فيلدمان في الأراضي السورية المقدم "ي"، الذي كان قد تم تسريحه من الجيش الإسرائيلي وعاد إلى الخدمة خصيصًا لقيادة العملية.
وكانت القوة تعمل في عمق الأراضي السورية، على بعد عشرات الكيلومترات من الحدود الإسرائيلية، إذ تم العثور على جثة فيلدمان مدفونة هناك.
وتضيف الرواية الإسرائيلية أن "عملاء" الموساد الذين وصلوا إلى مقبرة في عمق سوريا كانوا معرضين للخطر.
وكشفت التقارير العبرية عن أن المساعي متواصلة منذ فترة طويلة، لكن حدث اختراق عملياتي خلال الأشهر الخمسة الماضية، عندما ظهرت فرصة فريدة للعمل في منطقة كانت في السابق تحت سيطرة نظام الأسد.
وتم إحضار عينة من الحمض النووي إلى إسرائيل، التي أكدت أن هذه العظام لفيلدمان، وتم بعد ذلك العثور على الجثة.