logo
العالم

منشآت سرية وقيادة تحت الأرض.. بيونغ يانغ تعيد رسم استراتيجيتها الصاروخية

زعيم كوريا الشمالية وسط جنوده يتابع العمليات العسكريةالمصدر: وكالة "يونهاب"

مع انسحاب بيونغ يانغ من المحادثات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، تتجه كوريا الشمالية نحو تعزيز استعداداتها العسكرية عبر تطوير شبكة واسعة من قواعد الصواريخ تحت الأرض. 

ويعمل الجيش الشعبي الكوري الشمالي على تحصين منشآت استراتيجية لتخزين الصواريخ وإدارة القيادة العسكرية، في خطوة تهدف إلى تأمين القدرة القتالية للبلاد في حال اندلاع صراع شامل على شبه الجزيرة الكورية، بحسب صحيفة "آسيا تايمز".

توضح الصور التي التقطها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) مواقع رئيسية مثل سينبونغ دونغ وهوجونغ ني ويونغجو ري، وتكشف عن نمط من الاستراتيجية الشاملة لكوريا الشمالية، الذي يوازن بين التخزين الآمن للصواريخ ونشرها التكتيكي خلال أي مواجهة محتملة.

القواعد الاستراتيجية تحت الأرض

تقع قاعدة سينبونغ دونغ على بُعد 27 كيلومترًا من الحدود الصينية، تحت جبال بوغو الوعرة، وتضم مرافق تخزين خرسانية لصواريخ هواسونغ 15 و18. 

أخبار ذات علاقة

زعيم كوريا الشمالية وسط جنوده يتابع العمليات العسكرية

تحت نظر واشنطن.. توتر يغلف شبه الجزيرة الكورية على وقع تهديدات بيونغ يانغ

بدأ بناء المنشأة في عام 2004، واكتملت استعداداتها التشغيلية بحلول عام 2014، مع إمكانات إطلاق متعددة عبر مواقع مختلفة داخل القاعدة، ما يعزز مرونتها الاستراتيجية في حال نشوب صراع مع الولايات المتحدة أو كوريا الجنوبية.

كما تبعد قاعدة هوجونغ ني، حوالي 25 كيلومترًا عن الحدود الصينية، وتتميز بموقع استراتيجي مشابه، مع منشآت تخزين تحت الأرض ومخابئ محصنة لتسهيل نشر الصواريخ. 

تم تجهيز القاعدة لدعم عمليات الصواريخ بنطاق تكتيكي واسع، وقد دخلت الخدمة الكاملة بحلول 2021، لتشكل جزءًا من شبكة دفاع متكاملة تهدف إلى ردع الضربات الأمريكية والكورية الجنوبية.

منطقة تخزين صواريخ كورية شمالية

أما قاعدة يونغجو ري، من أقدم المنشآت الاستراتيجية، تضم 12 نفقًا تحت الأرض مخصصًا لتخزين الصواريخ وتوطين قوات الأمن العام الكورية. 

تحتوي المنشأة على منصات إطلاق متنقلة تكتيكية، وتُقدر قدرتها الاستيعابية بين 30 و36 صاروخًا باليستيًا من طراز نودونغ متوسط المدى. 

كما تشير وكالات الاستخبارات الأمريكية والكورية الجنوبية إلى احتمال استخدام القاعدة لتخصيب اليورانيوم، ما يزيد من أهميتها الاستراتيجية.

أحزمة الصواريخ وتوزيع القدرات

تسعى بيونغ يانغ من خلال هذه المنشآت إلى إنشاء شبكة من "أحزمة الصواريخ" تتنوع بين التكتيكي والعملي والاستراتيجي. 

أخبار ذات علاقة

القوات الأمريكية معروضة بالكامل في قاعدة أندرسن الجوية في غوام.

غوام على خط النار.. واشنطن تحصّن جزيرتها الإستراتيجية ضد صواريخ بكين وبيونغ يانغ

ويضم الحزام التكتيكي مواقع الإطلاق قصيرة المدى بالقرب من وونسان وهايجو، بينما يحتوي الحزام العملياتي على صواريخ متوسطة وبعيدة المدى، فيما يضم الحزام الاستراتيجي صواريخ باليستية عابرة للقارات قادرة على تهديد الأراضي الأمريكية.

تتيح المنشآت تحت الأرض خيارات أمان إضافية لقوات الأمن الكورية الجنوبية في حال تدمير بعض القواعد الأكثر تحصينًا، ما يعكس مدى تعقيد الاستراتيجية الدفاعية لكوريا الشمالية. 

منطقة تخزين صواريخ كورية شمالية

كما تلعب القواعد القريبة من الحدود الصينية دورًا في الردع الاستراتيجي، حيث تأمل بيونغ يانغ في ردع أي ضربة أمريكية خشية امتداد الصراع إلى الصين.

بيونغ يانغ والدبلوماسية المتعثرة

تصعيد كوريا الشمالية نحو تعزيز قواعدها الصاروخية جاء بعد تراجع آمال التوصل إلى اتفاق مع إدارة ترامب، ويمثل تحركًا واضحًا نحو موقف أكثر عدوانية على الصعيد العسكري. 

وتعكس هذه التطورات مدى اعتماد بيونغ يانغ على استراتيجية التحصين تحت الأرض، سواء لتأمين الصواريخ الاستراتيجية أو لتخزين الموارد الحيوية، ما يجعلها واحدة من أكثر الدول عسكرة على مستوى العالم، ويزيد من تعقيد المشهد الأمني في شرق آسيا وشبه الجزيرة الكورية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC