تعتزم السلطات الفرنسية استخدام شبكات ضخمة لإيقاف قوارب المهاجرين الصغيرة التي تحاول عبور القنال الإنجليزي، رغم التحذيرات الشديدة من أن هذه الطريقة قد تؤدي إلى سقوط ضحايا في المياه المتلاطمة، في أسلوب أمني وصف بأنه "غير إنساني".
وتواجه فرنسا ضغوطًا متزايدة من بريطانيا لاعتراض سفن المهاجرين في عرض البحر، وسط غضب شعبي متصاعد حيال الهجرة غير الشرعية، بينما يعجل حزب العمال البريطاني في حملته لردع المهاجرين من المغامرة في هذه العبورات الخطرة ضمن خطة جديدة للحد من الظاهرة.
وأعلنت حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يوليو الماضي تعديل قوانينها البحرية للسماح باعتراضات بحرية، لكن الخطط تأخرت بسبب مخاوف من تعريض الأرواح للخطر.
ومع ذلك، كشفت مصادر صحيفة "الإندبندنت" أن عدة ضباط فرنسيين من قوات إنفاذ القانون قد حصلوا على "شبكات الاعتقال" – التي يصل عرضها إلى 30 مترًا – منذ الربيع الماضي.
وأوضح أحد المصادر أن هذه الشبكات يمكن استخدامها في "القتال ضد الهجرة غير الشرعية"، بالإضافة إلى مكافحة تهريب المخدرات.
وأفاد مصدران من وزارة الداخلية الفرنسية لفريق التحقيقات الصحفية "لايتهاوس ريبورتس" وصحيفة "لوموند" الفرنسية أن الشبكات ستُستخدم لاعتراض القوارب الصغيرة.
وشرح أحدهما أن خمس أو ست فرق ستتجول على طول الساحل لاعتراض السفن، حيث يقود كل فريق سفينة شرطة بحرية لتنفيذ المناورات، مع سفينة بحرية فرنسية جاهزة لتقديم الدعم إذا لزم الأمر.
ونقل التقرير عن مصدر حكومي فرنسي، قوله "البريطانيون يضغطون على الجميع، من مدير المشروع الأصغر إلى الوزارة نفسها".
وفقًا لدليل تدريبي من الشركة الموردة للشبكات – الذي اطلع عليه "لايتهاوس ريبورتس" و"لوموند" – فإن هذه الأدوات تسمح بـ"تعطيل واحدة أو أكثر من السفن في وقت واحد" من خلال حجب محركاتها.
يوضح الدليل أن الطاقم يمكنه تعطيل مسار "سفينة غير مطيعة" لإجبارها على تغيير اتجاهها أو التوقف، أو استخدام الشبكات لـ"إلزامها باتباع التعليمات".
وأشارت وثيقة تجارية أخرى لنفس الشركة إلى أن الشبكات يمكن "استخدامها للقبض على السفن عالية السرعة وتعطيلها"، حيث تمر السفينة المعتدية أمام "الهدف" قبل إلقاء الشبكة عندما تكون على بعد 10 إلى 20 مترًا أمامه.
لكن ريمي فانديبلانك، حارس ساحل فرنسي وممثل نقابة الجمارك الفرنسية "سوليدار سدوان"، حذر من أن استخدام هذه التكتيكات لإيقاف المهاجرين في قواربهم الصغيرة المتجهة إلى بريطانيا سيؤدي إلى وفيات، وأن "لا توجد طريقة" لتنفيذ مثل هذه المناورات بأمان.
وأضاف فانديبلانك "عادةً ما يكون هناك 50 شخصًا على الأقل على متن السفينة، وأحيانًا أكثر"، مبينًا أنه "مهما فعلت، ستثير ذعرًا، وستحدث كارثة يومًا ما. ومن الواضح أن هناك يومًا سيؤدي إلى وفيات بسبب هذا الآلية في اصطياد القوارب".
وبحسب التقارير، فإن معظم الوفيات بين ركاب القوارب الصغيرة في القنال الآن تحدث بالقرب من الساحل، وغالباً ما تكون بسبب الغرق أو الاختناق في القوارب المكتظة. وقد سجلت بيانات فرنسية وفاة 26 شخصًا أثناء محاولات العبور هذا العام.