تواصل روسيا وبيلاروسيا إجراء مناوراتهما العسكرية المشتركة "زاباد-2025" المقررة في سبتمبر/أيلول، لكن على نطاق أصغر مقارنة بالسنوات السابقة.
لكن رغم هذا التقليص، الذي يُعزى إلى الخسائر الفادحة التي تكبدتها روسيا في أوكرانيا، يبقى حلف شمال الأطلسي (الناتو) في حالة تأهب قصوى، متخوفاً من أن تكون هذه التدريبات غطاء لهجوم محتمل، كما حدث من قبل في أوكرانيا عام 2022، وفق تقرير لموقع "ناشيونال سكيورتي جورنال".
مناورات "زاباد"، التي تُعنى بالروسية "الغرب"، تُعقد كل أربع سنوات منذ 2009، بالتناوب مع مناورات "درع الاتحاد" في روسيا، ورغم أن هذه التدريبات تُوصف رسمياً كتدريب لمواجهة الإرهاب أو الاضطرابات المدعومة خارجياً، فإن سيناريوهاتها غالباً ما تحاكي صراعات مع دول الناتو المجاورة.
وفي 2017، ابتكرت بيلاروسيا دولة خيالية تُدعى "فيشنوريا"، لتصويرها كدولة متمردة، مما عكس طبيعة هذه التدريبات، لكن منذ 2021، اتسعت هذه المناورات مع تقارب الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، مع الكرملين، خاصة بعد دعم روسيا له في قمع الاحتجاجات الداخلية.
وشكلت تدريبات "حل الاتحاد" المفاجئة، منذ 2022، نقطة انطلاق للهجوم على أوكرانيا، مما فاقم القلق الأوروبي. وبحسب الاستخبارات الليتوانية، سيشارك في "زاباد-2025" نحو 30 ألف جندي، منهم 6 إلى 8 آلاف في بيلاروسيا، وبعضهم في جيب كالينينغراد الروسي.
ويرى المراقبون أن هذا التقليص يعكس استنزاف الموارد الروسية في أوكرانيا، لكن ذلك لا يقلل من التوجس، فيما يحذر مسؤولو الناتو من أن مينسك سبق أن استخدمت تدريبات مماثلة كغطاء لهجمات روسية لاحقة.
وتتزامن هذه المخاوف مع مناورات الناتو "المدافع الحديدي 25" في بولندا بمشاركة 34 ألف جندي، و"الذئب الشرس 2025" في ليتوانيا، إلى جانب اهتمام الدولتين باتفاقيات لمكافحة الألغام الأرضية على حدودهما مع بيلاروسيا.
ويُشير محللون في تقرير "ناشيونال سكيورتي جورنال"، إلى تعميق العلاقات العسكرية بين موسكو ومينسك، مع استثمارات روسية متوقعة في صناعة الدفاع البيلاروسية لإنتاج المدفعية والصواريخ والطائرات المسيرة بحلول أواخر العشرينيات، مما قد يعزز التصعيد العسكري مستقبلاً.
لكن في الوقت الحالي، تبدو "زاباد-2025" أقرب إلى إشارة سياسية تؤكد استمرار التحالف بين روسيا وبيلاروسيا، رغم استنزاف موارد موسكو، مع أن التاريخ يحذر من أن مثل هذه الإشارات قد تتحول سريعاً إلى تهديدات حقيقية، بحسب "ناشيونال سكيورتي جورنال".