قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن الاتحاد الأوروبي سيُصاب بالذهول بشأن كيفية إدارة محادثات التجارة بعد تهديد الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 30%.
ورغم أن الاتحاد تراجع بالفعل عن موقفه المتشدد وسعيه إلى التوصل إلى اتفاق أساسي، فإن الرئيس الأمريكي قلب الطاولة مجددًا، وفق تعبير الصحيفة.
وبحسب الصحيفة، شكل التهديد المفاجئ، هذا السبت، بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الاتحاد الأوروبي، ضربةً لثقة الكتلة، التي كانت قد استسلمت سرًا خلال المفاوضات.
وكشف دبلوماسيون عن اضطرارهم للتضحية بالتجارة من أجل تحقيق هدف أوسع، وهو أمن القارة ودفاعها.
وأوضحت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي كان حتى منتصف يونيو الماضي يُبرز قوته الاقتصادية في المفاوضات؛ إذ كانت 1.4 مليار يورو على المحك لأحد أهم شركاء الولايات المتحدة التجاريين.
في حين انتقد المسؤولون والدبلوماسيون موقف كير ستارمر في المملكة المتحدة علنًا، قائلين إنهم لن يقبلوا أبدًا بصفقة هزيلة كتلك التي تقتصر على السيارات ولحوم البقر وقطع غيار الطائرات والإيثانول، وبينما تساءل أحدهم عما إذا كانت صفقة وستمنستر "قابلة للتنفيذ قانونيًا"، تعهد آخر قائلًا: "لن نبرم صفقة مثل ستارمر أبدًا".
ووصف مسؤول أوروبي آخر الصفقة التي أرادوا التوصل إليها بأنها "في مكان ما بين تجديد المملكة المتحدة والانتقام الصيني"؛ أي بمعنى؛ إذا لم يقف الاتحاد الأوروبي في وجه ترامب أو يطالب بصرامة القواعد، فسيكون السؤال: ماذا تبقى من النظام الدولي القائم على القواعد؟.
ورغم أن حدة الخطاب امتدت إلى تهديدات بفرض ضرائب على خدمات، بما في ذلك إكس وغوغل ومايكروسوفت، إلى جانب سلع الحرب التجارية مثل السيارات والكحول، فإنه بحلول الأسبوع الماضي تغيّر الموقف.
ولفتت الصحيفة إلى أن الاتحاد الأوروبي أصبح يسعى إلى اتفاق أساسي، تمامًا مثل المملكة المتحدة، على أمل إعفاء من ضريبة 27.5% على صادرات السيارات، ورسوم استيراد 50% على الصلب، مقابل تعريفة جمركية بنسبة 10% على معظم الواردات.
وبينما وُضعت الصفقة على طاولة ترامب، لا يزال الاتحاد الأوروبي ينتظر منذ يوم الأربعاء.
وأردفت الصحيفة أن قمة الناتو في منتصف يونيو/حزيران حملت بعض الحقائق الصعبة؛ إذ قد يستغرق الاتحاد الأوروبي من خمس إلى عشر سنوات لبناء طائرات وصواريخ وقدرات استخباراتية جواً وبراً للدفاع عن نفسه من أي هجوم عسكري، ما جعل القادة الأوروبيين يتراجعون عن المواجهة المباشرة مع ترامب.
ورغم إقرار الدبلوماسيين الأوروبيين بأن الاتفاق الذي كانوا يأملون فيه كان تنازلاً كبيراً بالفعل، فإن الأمور انقلبت مجددًا، هذه المرة على يد ترامب؛ إذ أن فرض رسوم جمركية بنسبة 30% سيُشعل حربًا تجارية بلا شك، وحتى رسوم جمركية بنسبة 15% سيكون من الصعب "التهامها"؛ وهو المصطلح الشائع الآن لامتصاص الرسوم الجمركية، بحسب التقرير.
وتابع: "يبدو أن اجتماع وزراء التجارة في بروكسل يوم الاثنين، قبل ساعات قليلة من منتصف الليل، عندما ينتهي تعليق رسومهم الجمركية الانتقامية على الولايات المتحدة، سيحمل تغيرات أكثر صلابة في الموقف الأوروبي لمواجهة رسوم ترامب الجمركية".
وأشار إلى أنه "من شبه المؤكد أن فرنسا ودولًا أخرى ستدعو إلى العودة إلى سياسة التصعيد".