تواجه روسيا أزمة غير مسبوقة في حربها ضد أوكرانيا، حيث تتآكل احتياطياتها من الدبابات والمركبات العسكرية بـ"معدل كارثي"، وفق وصف تقرير لموقع "ناشيونال سكيورتي جورنال".
وتشير التوقعات إلى أن موسكو قد تنفد من المركبات بحلول 2026، في ظل خسائر فادحة تفوق قدراتها الإنتاجية المحدودة في ظل استمرار حربها مع أوكرانيا منذ فبراير/ شباط 2022.
ومنذ ذلك الحين، خسرت روسيا أكثر من 11 ألف دبابة ومركبة مشاة بحلول بداية العام، مقارنة بـ 9 آلاف في خريف 2024، كما تشمل الخسائر حوالي 3 آلاف دبابة من طراز T-80، إلى جانب طرازات قديمة مثل T-64 وT-72، التي صُممت قبل عقود، وفق تقدير "ناشيونال سكيورتي جورنال".
وبسبب استنزاف الدبابات الحديثة مثل T-90، لجأت روسيا إلى سحب دبابات T-62 وحتى T-34 من حقبة الحرب العالمية الثانية من المستودعات والمتاحف لإرسالها إلى الجبهة.
وتُقدّر الاحتياطيات المتبقية بحوالي 2000 دبابة و2000 مركبة قتال مشاة، أي 41% و52% فقط من مخزون ما قبل الحرب، معظمها بحاجة إلى إصلاحات كبيرة.
وتعاني الصناعة الدفاعية الروسية من عجز في مواكبة الخسائر، إذ تنتج موسكو سنوياً حوالي 250 دبابة T-90M و460 مركبة BMP-3، وهي أعداد غير كافية لتعويض الفاقد.
ويقول فيكتور كيفليوك، محلل دفاعي، إن "الجزء الأكبر من الدبابات الموردة للجبهة هي آلات مُرممة من الستينيات والسبعينيات والثمانينيات"، مما يعكس محدودية القدرة على إنتاج دبابات حديثة.
وهذا الاعتماد على المعدات القديمة، إلى جانب ضعف الصيانة، يزيد من معدلات الخسائر، حيث تُدمر الدبابات القديمة بسرعة في المعارك.
كما يأتي هذا النقص الكبير في ظل ما يواجهه الاقتصاد الروسي من ضغوط متزايدة بسبب الإنفاق الدفاعي الهائل وتراجع عائدات النفط والغاز، المحرك التقليدي للاقتصاد.
وتفاقمت الأزمة بسبب هجمات أوكرانية بطائرات مسيرة على مصافي النفط وخطوط الأنابيب، مما أدى إلى تقنين الوقود في بعض المناطق. وتقول ماريا سنيغوفايا، محللة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن الحفاظ على "مظهر الوضع الطبيعي" يزداد صعوبة، حيث يشعر الروس بتداعيات الحرب على حياتهم اليومية.
وبحسب تقرير "ناشيونال سكيورتي جورنال"، يراهن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن أوكرانيا ستنهار قبل روسيا، مستنداً إلى أن الجيش الأوكراني المنهك سيستسلم أولاً.
إلا أن التقرير يرى أن هذا الرهان محفوف بالمخاطر، خصوصاً في ظل "المقاومة" التي تبديها القوات الأوكرانية على جبهات القتال.