logo
العالم

في أدغال دارين.. عودة المهاجرين الفنزويليين بعد فشل الحلم الأمريكي‎

في أدغال دارين.. عودة المهاجرين الفنزويليين بعد فشل الحلم الأمريكي‎
مهاجرون فنزويليون في الولايات المتحدةالمصدر: (أ ف ب)
09 أبريل 2025، 8:29 م

في قرية كابورغانا الكولومبية، الواقعة على الحدود مع بنما وسط أدغال دارين الكثيفة، تتبدل مشاهد الهجرة، فبعد أن كانت هذه المنطقة محطة عبور نحو "الحلم الأمريكي"، أصبحت الآن ملاذاً مؤقتاً للفنزويليين الذين تراجعوا عن رحلتهم أو طُردوا من الولايات المتحدة.

ووفقا لتقرير صحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن كثيرًا منهم لا يملكون جوازات سفر، ويجدون أنفسهم مرغمين على عبور أمريكا الوسطى في الاتجاه المعاكس، لا سيما بعدما تغيّرت السياسات الأمريكية بعد وصول دونالد ترامب إلى الحكم، ما دفع المهاجرين إلى العودة بخيبة أمل.

بدورها، تسعى السلطات الكولومبية والهيئات الإنسانية إلى احتواء هذا الانعكاس المفاجئ في حركة النزوح.

وقال التقرير إنه في الثالث من أبريل وصل أكثر من 200 مهاجر فنزويلي إلى كابورغانا بعد عبورهم البحر من بنما في رحلات محفوفة بالمخاطر استغرقت أكثر من ثماني ساعات، مشيرا إلى أن وجوههم تعكس التعب والخوف واليأس؛ أطفالهم صامتون، جالسون على الحقائب، في مشهد يتناقض مع الموسيقى الصاخبة المنبعثة من الحانات السياحية القريبة.

في حديثه لـ«لوموند»، يقول فيليكس فيرا (36 عاماً): "نحن الأوائل، وسيتبعنا آلاف آخرون عندما يتمكنون من تأمين كلفة العودة". 

 إلى جانبه، تؤكد لوز أنجيلا ريفيرا، التي كانت تعيش في ولاية يوتا الأمريكية: "بقينا ننتظر أوراق الإقامة، لكن بعد ترامب، أصبح الوضع لا يحتمل، خسر زوجي عمله، وكنا نخاف من الحديث بالإسبانية في الشارع".

بدورهم، يعبر هؤلاء العائدون الطريق ذاته الذي سلكوه سابقًا شمالاً، لكن هذه المرة في الاتجاه المعاكس: من المكسيك مروراً بغواتيمالا، هندوراس، نيكاراغوا، كوستاريكا، وصولاً إلى بنما ثم كولومبيا.

وأكد تقرير الصحيفة الفرنسية أن الرحلة مكلفة ومضنية، وأن المهربين يتقاضون ما بين 270 و300 دولار لنقلهم عبر البحر إلى نيكوكلي، لافتا إلى أن بعضهم خُدع بوعود برحلات مباشرة، ليجد نفسه مضطراً لعبور الغابات والسلالم الحجرية الشاهقة على الحدود.

وفي مكتب الهجرة المتواضع في كابورغانا، ثلاثة موظفين يحاولون تنظيم الأمور وسط انقطاعات متكررة للكهرباء.

كما يتعين على المهاجرين الانتظار 48 ساعة قبل التوجه إلى نيكوكلي عبر العبّارة، ومنها يستكملون رحلتهم بالحافلات نحو مناطقهم الأصلية.

وأوضح تقرير "لوموند" أن أغلب العائدين كانوا قد غادروا فنزويلا قبل أشهر، بعضهم كان يعيش في دول أخرى بأمريكا اللاتينية، فيما كثيرون يشكون من عدم السماح لهم بالمغادرة جواً لغياب جوازات السفر.

وأوضح أن الرحلة عبر أدغال دارين محفوفة بالرعب: طين كثيف، وحشرات، وقطاع طرق، وحتى جثث على الطريق.

ورغم المعاناة، عبّر بعضهم عن شوقهم للعودة. "هذا السفر علّمني أن أحب وطني"، تقول سيليستي تامايو وهي تبتسم وتؤدي خطوة من رقصة السالسا.

لكن آخرون يرون العودة محفوفة بصعوبات اقتصادية أكبر، مع استمرار العقوبات الأمريكية على فنزويلا. "ترامب طردنا من هناك ويجوعنا هنا"، يقول أحد العائدين بمرارة.

أخبار ذات علاقة

أرشيفية

خطأ إلكتروني يهدد آلاف الأوكرانيين بالترحيل من الولايات المتحدة

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC