"بوليتيكو" عن مسؤولين دفاعيين: مسؤولو البنتاغون غاضبون من تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب
تسعى الجماعات العسكرية في الساحل الأفريقي المدعومة خاصة من روسيا، وعلى رأسها مجموعة "فاغنر" والكيان الناشئ Africa Corps البديل عنها، إلى تعزيز وجودها عبر وسائل غير تقليدية.
ومن خلال استغلال المنصات الرقمية وأدوات التمويل الجماعي، يتمكن هؤلاء المرتزقة من تأمين الموارد المالية اللازمة لأنشطتهم وتوسيع رقعة نفوذهم، مع التركيز على التجنيد والدعاية، وفقا لما أورده تقرير مجلة "جون أفريك".
وفقًا لوثائق مفتوحة المصدر حصلت عليها منظمة غير ربحية، يتم استخدام منصات التمويل الجماعي مثل Boosty وDonationAlerts – المملوكة لشركة CEBC B.V. الهولندية – من قبل قنوات "تلغرام" التابعة لفاغنر وAfrica Corps.
وتتيح هذه المنصات جمع الأموال من خلال الاشتراكات والتبرعات وبيع المنتجات.
وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة فاغنر، الناشطة في أفريقيا منذ عام 2017، نفذت عمليات في جمهورية أفريقيا الوسطى والسودان وليبيا ومالي وموزمبيق.
وفي عام 2024، انتقلت بعض أنشطتها إلى Africa Corps، وهي كيان جديد يخضع لسيطرة وزارة الدفاع الروسية وأجهزة الاستخبارات العسكرية (GRU).
ويشير أحد المحللين المشاركين في جمع هذه الوثائق إلى أن هذه الطريقة، رغم كونها لا تزال محدودة الانتشار، تعكس قدرة الأطراف المعنية على التكيف.
كما أنها تذكّر بالأساليب التي تستخدمها جماعات متطرفة أخرى، مثل داعش، في عمليات التمويل،وفقا لتقرير.
ووفق المجلة، لا تزال بعض قنوات "تلغرام" التابعة لفاغنر، مثل "Reverse Side of the Medal"، تستخدم هذه المنصات على الرغم من العقوبات المفروضة، إذ تبيع هذه القنوات المنتجات وتوفر اشتراكات شهرية مدفوعة.
وفي فبراير 2025، أطلقت قناة "White Uncles in Africa" اشتراكًا مدفوعًا عبر Telegram Stars (TS) – وهي عملة افتراضية قابلة للتحويل إلى العملات الرقمية، ما يسمح للأعضاء بالوصول إلى محتوى حصري مقابل 500 TS شهريًا (حوالي 9.50 يورو).
وأكد التقرير أنه على الرغم من أن القناة تضم 61 مشتركًا فقط، فإن العائدات السنوية المتوقعة تتجاوز 8,400 يورو، وهو مبلغ يماثل رواتب مديري هذه القنوات.
إلى جانب التمويل، تلعب هذه القنوات دورًا رئيسيًا في التجنيد ونشر الدعاية. فهي تجذب الشباب من خلال الترويج لأسلوب حياة مليء بالمغامرة وتمجيد المرتزقة الذين يعملون في منطقة الساحل.
وقالت "جون أفريك" وتعتمد هذه الاستراتيجية على أساليب شبيهة بأساليب المؤثرين الرقميين، باستخدام صور جذابة وروايات مشوقة لاستقطاب مجندين جدد.
وذكرت المجلة الفرنسية أن هناك روابط واضحة بين هذه المنصات والمقاتلين على الأرض.
ففي يوليو 2024، قُتل المدون الروسي نيكيتا فيديانين، وهو مسؤول عن قناة "Grey Zone" التابعة لفاغنر، خلال كمين في مالي، إذ يعكس مقتله المخاطر التي يواجهها أولئك الذين يروجون لأعمال فاغنر.
وأكد التقرير أن التغييرات في سياسات تعديل المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي الكبرى، مثل فيسبوك، تؤدي إلى زيادة حملات التجنيد عبر الإنترنت.
وفي الوقت نفسه، فإن الانسحاب العسكري للقوات الغربية من منطقة الساحل وتقليص أنشطة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) وصوت أمريكا (VOA) يعيدان تشكيل النفوذ الأجنبي في المنطقة.
وخلصت المجلة إلى القول إن هذه التحولات تفسح المجال لتكثيف الجهود الروسية في التضليل الإعلامي، بهدف إضعاف القوى المنافسة وتعزيز خطاب موسكو حول أوكرانيا وغيرها من النزاعات الدولية.
