أثار تأييد الولايات المتحدة، مساء الخميس، بيان إدانة مجلس الأمن للهجوم الإسرائيلي على قطر، "قلقًا بالغًا" في تل أبيب.
ورأت دوائر سياسية إسرائيلية، أنه رغم مساهمة واشنطن بشكل كبير في تخفيف حدة البيان، وحرصها على انتزاع اسم إسرائيل منه، لكنها تفادت استخدام حق النقض "الفيتو"، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".
واعتبر المحلل الإسرائيلي إيتمار آيخنر، أن "بيان الجلسة الطارئة في مجلس الأمن، وجه ضربة موجعة لإسرائيل بعد هجومها على كبار قادة حماس في الدوحة، والذي يبدو، وفقًا لآخر التقديرات على الأقل، أنه لم يكلل بالنجاح".
ووصف آيخنر الذي حضر الجلسة، الأجواء الدولية الداعمة لقطر، مشيرًا إلى أن "التوقعات كانت تؤشر إلى نصب كمين لإسرائيل، وباتت التوقعات أقرب إلى الواقع مع تلقى قطر إشادة غير مسبوقة خلال النقاش، باعتبارها دولة تتمتع بمكانة مرموقة كوسيط سلام، ليس في الشرق الأوسط فحسب، بل في جميع أنحاء العالم".
في المقابل، تلقّت إسرائيل إدانة شديدة، ووُصفت بأنها دولة متوحشة ومتطرفة تخالف كل القواعد، لكن سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون حاول امتصاص الضربات، وأشار إلى أن هجوم الدوحة لم يكن سياسيًا ولا حتى دبلوماسيًا، وإنما استهدف "مدبري الإرهاب".
ووجّه دانون حديثه للقطريين: "حان الوقت لاختيار جانب واحد، إما إدانة حماس، وطرد قادتها وتقديمهم للعدالة، أو الرضا بما تفعله إسرائيل".
وتحدثت صحيفة "معاريف" عن "دهشة دوائر دبلوماسية في تل أبيب من ليونة كلمة ممثلة الإدارة الأمريكية في الجلسة دوروثي شيا، وتركيزها على تقديم التعازي لأسرة عنصر الأمن القطري الذي قُتل في هجوم الدوحة".
وذكرت شيا، أن "تفجيرًا أحادي الجانب داخل قطر، وهي دولة ذات سيادة تعمل بجد وشجاعة، وتخاطر، جنبًا إلى جنب، مع الولايات المتحدة من أجل السلام، لا يخدم أهداف إسرائيل أو أمريكا".
ولم تنكر الصحيفة العبرية في تعليقها، عودة دوروثي إلى "توازن الموقف" حين خاطبت حضور الجلسة الطارئة بقولها: "من غير اللائق لأي دولة عضو استغلال ما حدث في الدوحة للتشكيك في مدى التزام إسرائيل بإعادة رهائنها إلى ديارهم. يريد الرئيس دونالد ترامب عودة جميع الرهائن وإنهاء الحرب الآن، وستنتهي إذا قررت حماس إطلاق سراح جميع الرهائن والاستسلام".
في المقابل، أبدت صحيفة "دافار" العبرية تخوفًا من تجميد الجهود المبذولة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
وعزت الصحيفة تخوفها، إلى "بيان مجلس الأمن العنيف ضد إسرائيل، والموقف القطري الذي تراجع (حتى الآن) عن المشاركة في جهود الوساطة".
وعلى خلفية الجلسة الصاخبة في مجلس الأمن، لم يستبعد موقع "jdn" العبري "إقبال إسرائيل، خلال الأسبوعين المقبلين، على سلسلة من التحركات الدبلوماسية المدروسة ضد إسرائيل في الأمم المتحدة، لا سيما مع اقتراح الجزائر في جلسة مجلس الامن الطارئة، مساء الخميس، سلسلة إجراءات تهدف إلى عزل إسرائيل في الساحة متعددة الأطراف".
واعتبرت الصحيفة، أن "موقف الولايات المتحدة غير المعهود قد يتفاقم قريبًا، إذا لم تراجع حكومة نتنياهو أوراقها، وتعود سريعًا خطوة إلى الوراء".