ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
العالم

خطوة تستهدف باكستان.. الهند تتحرك لإصلاح علاقاتها مع طالبان

وزيرا خارجية الهند وأفغانستانالمصدر: أ ف ب

في تقارب براغماتي "متوقع"، بدأت الهند خطوات فعلية لإصلاح علاقتها مع حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان، على وقع نُذر توسع التوترات بين كابول وإسلام أباد، في محاولة لتشديد الضغوط على جارتها "العدوة" باكستان، ووفق قاعدة "عدوي هو عدوك".

وتزامناً مع هجمات حدودية دامية، بين كابول وإسلام أباد منذ أيام، زار وزير الخارجية الأفغاني، أمير خان متقي، نيودلهي في أول تواصل دبلوماسي رفيع المستوى بين الجانبين منذ انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان قبل أربع سنوات. 

ووفق تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية، فإن الوزير الأفغاني، المعاقب أمريكياً، دشّن من خلال الزيارة "النادرة" مرحلة جديدة من أجل إعادة تشكيل التحالفات في جنوب آسيا، وبحثاً عن "استفادة استراتيجية".

وكخصم تاريخي لباكستان، ترى نيودلهي في التوترات الحدودية والسياسية بين كابول وإسلام أباد، فرصة استراتيجية،  كما يرى هابيمان جاكوب، مؤسس مجلس الأبحاث الاستراتيجية والدفاعية في دلهي، بقوله "إن أفغانستان غير صديقة لباكستان وصديقة للهند هي بالتأكيد مفيدة استراتيجياً".

"في الوقت المناسب"

بعد أشهر قليلة من حرب قصيرة بين نيودلهي وإسلام أباد بعد هجوم باهالغام في كشمير الهندية، ترى الهند أن التقارب مع أفغانستان جاء "في الوقت المناسب"، لتشديد الضغوط على "عدوّتها".

أخبار ذات علاقة

فرق الإطفاء تكافح على طول الحدود الباكستانية الأفغانية

أسوأها الحرب الشاملة.. 3 سيناريوهات للتصعيد بين باكستان وأفغانستان

 وتجلى هذا في البيان الختامي خلال الاجتماع الثنائي بين متقي ووزير الخارجية، الهندي سوبرامانيام جايشانكا، حيث أعلنت الهند خططاً لرفع مستوى بعثتها الفنية في كابول إلى سفارة كاملة، متجاوزة كل الخلافات التاريخية مع "العدو القديم".

وبين نيودلهي وكابول "إرث من الضغينة"، وحوادث "عدائية" سابقة، كان أبرزها دعم طالبان لمسلحين هاجموا الهند، كاختطاف طائرة عام 1999، الذي أسفر عن مقتل رهينة وصفقة تبادل أسرى.

ويقرّ بهاشيام كاستوري، المدير السابق لأمانة مجلس الأمن القومي الهندي، أن بلاده "مضطرة" للتقارب مع كابول، بقوله: "لا أعتقد أننا مرتاحون بعد للاعتراف الرسمي، لكن هذه خطوة في هذا الاتجاه".

وإذا اعترفت الهند بطالبان رسمياً، ستكون الثانية بعد روسيا، ومع ذلك، لم تخلُ الزيارة من الجدل، ففي السفارة الأفغانية بنيودلهي، اندلعت احتجاجات ضد رفع علم طالبان، حيث رفض موظف أفغاني ذلك خوفاً من العواقب في وطنه. 

كما مُنعت النساء من حضور مؤتمر صحفي بناء على طلب طالبان، مما أثار انتقادات من صحفيات مثل نيانيما باسو، ونواب مثل بريانكا شاتورفيدي، التي وصفت ذلك بـ"العار الأعظم". بينما قلّلت طالبان من أهمية الأمر، معتبرة إياه "مسألة فنية"، ووعدت بمؤتمر آخر يشمل النساء.

البراغماتية والقيم 

وتعكس التحديات أمام التقارب الهندي نحو أفغانستان، التوفيق بين البراغماتية والقيم، خاصة مع سجلّ طالبان في حقوق المرأة، فتاريخياً كانت العلاقات بين دلهي وكابول متوترة، لكن منذ استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس 2021، زاد الانخراط الهندي. 

ويرى كاستوري أن الماضي "يثقل كاهل الهند"، إذ دفعت ثمناً باهظاً من هجمات على سفاراتها وبعثاتها، مما يستدعي الحذر. ومع ذلك، يدفع الأمن القومي الهند إلى التطبيع، لمواجهة "الإرهاب" القادم من باكستان، التي خلقت مشاكل مستمرة للهند وأفغانستان على حد سواء.

وبينما تريد طالبان من التقارب مع الهند تعزيز مكانتها الدولية، فإن نيودلهي تبحث أيضاً عن مصالح اقتصادية، إذ استثمرت ثلاثة مليارات دولار في المساعدات وإعادة الإعمار قبل 2021، مثل بناء البرلمان الأفغاني، كما يشدد كاستوري أن "على الحكومة بناء علاقة عمل مع طالبان لإعادة هذه المشاريع إلى مسارها".

طويل الأمد

كما تتنافس الهند مع الصين، التي عيّنت سفيراً كاملاً في كابول عام 2023 وبناء طريق إلى واخان، وروسيا التي اعترفت بطالبان، إذ تسعى نيودلهي لتكون قوة موازنة، خاصة في ظل الفراغ الغربي.

أخبار ذات علاقة

 المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد

أفغانستان تعلن مقتل 58 جندياً باكستانياً.. وإسلام آباد تتوعد بـ"رد قوي"

 أما جغرافياً، فإن باكستان تُشكّل حاجزاً أمام تجارة الهند مع آسيا الوسطى، لذا يقول جاكوب: "إذا ضغطت نيودلهي وكابول على باكستان لإتاحة الوصول، فسيكون ذلك إمكانات تجارية كبيرة". 

ويبدو أن الهند قد حسمت أمر التحالف الجديد الذي تعوّل عليه لأمد طويل، مسترشدة بـ"سياسات براغماتية لا بالأيديولوجيا"، كما يقول راكيش سود، السفير السابق، والذي يضيف: "لن يأتي أحد غدًا ويطيح بطالبان، علينا إيجاد سبل للتعامل معهم".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC