الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
يبدو أن إرث العائلات السياسية العريقة في ساحل العاج، مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في 27 ديسمبر/كانون الأول 2025، سيظل له تأثير قوي على التوجهات الانتخابية.
ووفقًا لتقرير مجلة "جون أفريك"، من بين 2740 مرشحًا، هناك عدد قليل من الأسماء التي تجسد التاريخ السياسي الطويل للبلاد، مما يشير إلى أن الانتخابات المقبلة لن تكون مجرد منافسة بين أحزاب، بل بين أجيال سياسية متعاقبة تحمل إرثًا سياسيًا ممتدًا.
عُقد حفل رسمي، في 10 ديسمبر/كانون الأول 2025، بمقر الحزب الديمقراطي لكوت ديفوار (PDCI) بمنطقة كوكودي، حيث تم استعراض أسماء 163 مرشحًا تم اختيارهم لخوض انتخابات 27 ديسمبر.
وبحسب تقرير المجلة يبرز من بين هؤلاء هيرفي آليالي، النائب الحالي عن منطقة تومودي، والذي يمثل جزءًا من إرث عائلي طويل في السياسة، فوالده كاميل آليالي كان وزيرًا بارزًا في حكومة الرئيس الأسبق فيليكس هوفويت-بوانيي، بينما زوجته ابنة أحد كبار المسؤولين في الحزب، جان-ماري كاكو غارفيس.
ويعتبر حزب PDCI مؤسسة تاريخية ومدرسة سياسية في كوت ديفوار، يظل متمسكًا بترشيح أفراد يحملون إرثًا سياسيًا قديمًا. وفي كوكودي، يترشح جان-مارك ياسي، عمدة المنطقة، لأول مرة للانتخابات التشريعية لخلافة ابنة شقيقته ياسمينا أوينيغن.
أما نائبه، هيرفي بومبي، فهو نجل إيميل كونستانت بومبي، وزير الداخلية السابق، الذي كان أحد أركان النظام السياسي في البلاد.
تلعب العائلات في صفوف الحزب الحاكم، "التجمع الجمهوري من أجل الديمقراطية والسلام" (RHDP)، دورًا بارزًا أيضًا في تحديد ملامح المنافسة السياسية.
وتبرز في هذا السياق العائلة الرئاسية، حيث يترشح تيني بيراهيم أواتارا، شقيق الرئيس الحالى ألفا واتارا، عن منطقة أبوبو في أبيدجان، بعدما كان قد مثل دائرة كونغ في البرلمان لعدة سنوات.
وتبرز أسماء مرشحين آخرين، في منطقتي كوتو وأودييني، حيث يرتبطون بصلة قربى من الرئيس، مثل برونو ناباجني كوني، وزير الإسكان، وزوجته ماسيري توري، ابنة شقيق الرئيس.
من جهة أخرى، فإن ميشيل غاي، ابنة الجنرال روبرت غي، قائد الانقلاب العسكري في 1999، تخوض معركة انتخابية أخرى، هذه المرة تحت لواء الحزب الحاكم (RHDP)، حيث أكدت في تصريحاتها ضرورة أن تثبت نفسها ليس فقط كابنة، بل كنائبة ذات كفاءة في حد ذاتها.
تشهد هذة الدورة بعض الغيابات المهمة التي لها دلالات سياسية كبيرة، على الرغم من أن العديد من العائلات السياسية تواصل مسيرتها في الانتخابات، في منطقة بونديالي، انسحب ديفيد فوفانا، نجل الوزير زيموجو فوفانا، من الترشح دعمًا للوزيرة مارياتو كوني.
وفي منطقة ياموسوكرو، لم تُحسم المنافسة المتوقعة بين أخوي عائلة تيام، حيث لم تثمر محاولات الحزب الديمقراطي في تقديم مرشح جديد، مما يبعد أي احتمال لصراع داخلي.
وفي السياق نفسه، أعلنت ياسمينا أوينيغن، النائبة السابقة عن كوكودي، عن قرارها بعدم الترشح، ما يفتح المجال أمام عائلتها للمنافسة في دائرة غران باسام.
ومع اقتراب الانتخابات التشريعية في 2025، تتضح الصورة التي تشير إلى أن العائلات السياسية في كوت ديفوار ستظل القوة المحركة في تحديد نتائج هذه الانتخابات.
وأكد تقرير المجلة الفرنسية أنه رغم المنافسة الحزبية، فإن تأثير هذه العائلات، التي تمتد جذورها في تاريخ البلاد السياسي، يبقى ملموسًا.
وستظل أسماء مثل آليالي، ياسي، أوينيغن، وآواتارا وغيرها، أحد أهم العوامل التي تشكل مشهد الانتخابات المقبلة، حيث يسعى الأفراد في هذه العائلات إلى الحفاظ على إرثهم السياسي وضمان استمراريته للأجيال القادمة.