مع تصاعد المنافسة في انتخابات الرئاسة الأمريكية، يتوقع أن تحدد بضع مئات من الأصوات هوية الساكن الجديد للبيت الأبيض.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، قد تلعب مرشحة حزب الخضر، جيل ستاين، دورًا محوريًا رغم توقعات استطلاعات الرأي التي تشير إلى حصولها على نحو 1% من الأصوات.
ورغم هذه النسبة الضئيلة، يعتقد الخبراء أن تأثيرها قد يكون كبيرًا على نتائج مرشحي الحزبين الرئيسين، كامالا هاريس ودونالد ترامب، اللذين يتنافسان بشكل متقارب في غالبية استطلاعات الرأي.
تدخل ستاين السباق الرئاسي للمرة الثالثة، بعد ترشحها في عامي 2012 و2016.
وفي إعلان ترشحها لسباق 2024 في نوفمبر الماضي، أكدت أنها ترغب في تقديم خيار "خارج نظام الحزبين الفاشل"، مشيرةً إلى آرائها حول مجموعة من القضايا مثل تغير المناخ والتعليم والاقتصاد والرعاية الصحية.
وفي انتخابات 2016، حصلت ستاين على 1% من الأصوات، وفي ولاية ميشيغان المتأرجحة، فاز ترامب بفارق أقل من 11 ألف صوت بينما حصلت ستاين على أكثر من 501 ألف صوت.
وقد اتهمت حملة هيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية في تلك الانتخابات، ستاين بالتسبب في هزيمتها، معتبرةً أن الأصوات التي حصلت عليها كانت قد تُرجح فوز كلينتون.
تاريخيًا، شهدت الانتخابات الأمريكية حوادث مشابهة، كما في انتخابات 2000 عندما حصل رالف نادر، مرشح الخضر، على 100 ألف صوت في فلوريدا، مما ساهم في فوز بوش بفارق 537 صوتًا. ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن الأصوات التي ذهبت لستاين لم تكن بالضرورة ستذهب لكلينتون.
أوضح كايل كونديك من جامعة فيرجينيا أن "ليس من السهل الادعاء بأن مرشحًا ما يسرق الأصوات"، فيما أكد جاك راكوف من جامعة ستانفورد أن "الاختيار الثالث قد يكون له تأثير كبير في سباق متقارب".
بينما يتهم العديد من الديمقراطيين ستاين بإفساد الانتخابات، تصف حملتها هذه الاتهامات بأنها محاولة لقمع آراء الناخبين.
في ولاية ميشيغان، حيث تعيش جالية مسلمة كبيرة، يتمتع حزب الخضر بنفوذ ملحوظ، خاصةً في ظل غضب بعض المسلمين من سياسة إدارة بايدن-هاريس تجاه حرب غزة.
وأظهر استطلاع لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) أن 40% من المسلمين في الولاية يعتزمون التصويت لستاين، في حين أن 12% فقط سيصوتون لهاريس.
كما لوحظت زيادة في عدد المسلمين الذين يفضلون التصويت لستاين في ولايتي ويسكونسون وأريزونا، اللتين فاز بهما بايدن بفارق ضئيل في الانتخابات الماضية.
ووفقًا لجون فورتاير من مؤسسة "أميركان إنتربرايز"، فإن "عدم قدرة الديمقراطيين على تحجيم هاريس في الولايات الحاسمة قد يمنح ستاين فرصة للتأثير بشكل كبير في نتائج الانتخابات".
