تقارير صينية: سفينتان حربيتان من كندا وأستراليا تعبران مضيق تايوان
هزت مفاجأة سياسية أركان الساحة الألمانية، بعد أن قفز حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD) اليميني المتطرف إلى صدارة نوايا التصويت بنسبة غير مسبوقة بلغت 26%.
وتجاوز الحزب التحالف المسيحي المحافظ الذي فاز، مؤخراً، بالانتخابات، في تقدم تاريخي يثير تساؤلات ملحة حول تحولات المزاج الشعبي، وانهيار الثقة في الأحزاب التقليدية، ومستقبل الديمقراطية في رابع أكبر اقتصاد في العالم.
وبعد أقل من شهرين من الانتخابات التشريعية المبكرة، يتصدّر حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD) اليميني المتطرف نوايا التصويت بنسبة 26% وفقاً لاستطلاع وطني، متجاوزاً لأول مرة المحافظين في الاتحاد المسيحي CDU-CSU.
وعلقت مجلة "باري ماتش" الفرنسية على نتائج الاستطلاع قائلة إنها "نسبة ستُسجل في التاريخ السياسي الألماني".
وأضافت أنه "في ألمانيا، ورغم مرور أقل من شهرين على الانتخابات التشريعية المبكرة، وبينما لم يتولَّ المستشار الجديد فريدريش ميرتس منصبه بعد، بلغ حزب البديل من أجل ألمانيا 26% من نوايا التصويت، وهو أعلى مستوى له على الإطلاق".
وتم قياس هذه النسبة من قبل معهد "فورسا" ونشرتها صحيفة "دي فيلت"، الأربعاء، ما يجعل حزب اليمين المتطرف في صدارة المشهد السياسي الألماني لأول مرة، متقدماً على المحافظين بقيادة فريدريش ميرتس، الذين نالوا 25%.
وحقق حزب البديل مكسباً بمقدار نقطتين خلال أسبوع واحد فقط، مما يعزز ديناميكيته التي انطلقت خلال انتخابات فبراير، حيث ضاعف الحزب، الذي تأسس في 2013، نتائجه مقارنة بالعام 2021 ليبلغ 20.8%.
أما الاشتراكيون الديمقراطيون (SPD)، الذين كانوا في السلطة سابقاً، فيظلون عند نسبة 15%.
في حين يستمر تراجع كل من حزب الخضر وحزب اليسار المتطرف (دي لينكه)، إذ حصلا على 11% و10% على التوالي.
من جانبه، قال الدكتور ماركوس جاينر – أستاذ العلوم السياسية في جامعة لايبزيج إن "صعود حزب AfD بهذا الشكل السريع يعكس حالة التآكل التي تُعاني منها الأحزاب التقليدية في قدرتها على مخاطبة مخاوف الناخبين، لا سيما فيما يتعلق بالهجرة، والتضخم، والهوية الوطنية".
وأضاف جاينر لـ"إرم نيوز" أن الحزب نجح في تقديم خطاب شعبوي بسيط لكنه فعّال في استقطاب الغضب والاحتجاج الشعبي، خاصة في شرق ألمانيا".
وتابع: "ما نراه ليس مجرد تصويت احتجاجي، بل هو تحوّل تدريجي في المزاج السياسي العام. AfD يستفيد من الانقسامات داخل اليمين التقليدي، ومن ضعف البدائل المقنعة لدى الأحزاب اليسارية. إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فإن الحاجز الأخلاقي ضد التحالف مع الحزب قد يتصدع تحت ضغط حسابات السلطة".
لكن بعيداً عن "الصورة اللحظية" للناخبين، يكشف الاستطلاع عن موجة عميقة من التحول السياسي. فبحسب معهد فورسا، يصوّت نحو 40% من ناخبي حزب البديل بدافع الرفض: رفض للتحالف الحكومي السابق، ورفض للأحزاب التقليدية، بل ورفض للنظام السياسي نفسه.
بينما يقول 35% إنهم يؤيدون بالفعل أفكار الحزب.
هذا الرفض العام يدفع المعهد إلى توقع أن حزب AfD قد يتجاوز حاجز 30% في الأشهر المقبلة.
التقدم ملحوظ بشكل خاص في ولايات شرق ألمانيا، لكن الظاهرة بدأت تتسرب إلى أوساط اليمين التقليدي أيضاً: إذ أظهرت الدراسة أن 13% من ناخبي الاتحاد المسيحي CDU-CSU قد يتحولون لصالح حزب البديل.
ضعف موقف فريدريش ميرتس لا يبدو منفصلاً عن هذا التطور.
فمنذ الانتخابات، يحاول المستشار المعين تشكيل تحالف مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وتم الكشف عن اتفاق حكومي في 9 أبريل، يتضمن وعوداً بتشديد سياسات الهجرة، وتخفيضات ضريبية موجهة، وإصلاحات إدارية.
لكن التقديرات الحالية لم تعد تمنح الأغلبية لتحالف CDU-SPD. وحتى الآن، يواصل ميرتس رفض أي تحالف مع حزب AfD.
غير أن "الحاجز الواقي" الديمقراطي يبدو أكثر هشاشة من أي وقت مضى. فعلى الورق، وحده تحالف CDU-AfD هو الذي يضمن اليوم أغلبية برلمانية.