ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
سيكون الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لفرض عقوبات على أكبر شركتي نفط روسيتين، روسنفت ولوك أويل، "خالياً من التأثير" إذا لم تقرر الهند والصين الالتزام بها، وفق تقرير لشبكة "سي إن إن".
ورغم ما أثاره القرار الأمريكي من موجات فورية سلبية في أسواق الطاقة الآسيوية، وبدء شركات نفطية في إلغاء طلبياتها قبل الموعد النهائي المقرر في 21 نوفمبر، إلا أن المصير النهائي بيد الهند والصين.
وتستورد بكين ونيودلهي ما بين 3.5 و4.5 مليون برميل يوميًا من النفط الروسي، معظمها من الشركات المعاقبة حديثًا، إذ قاومت الهند والصين، أكبر دولتين سكانياً في العالم، دعوات ترامب لمقاطعة موسكو، رغم تهديداته بعواقب عدم الامتثال.
امتثال فوري "مؤقت"
رغم علامات "الامتثال المبكرة" التي أبدتها شركات صينية وهندية، إلا أن محللين يرون هذا التراجع مؤقتًا؛ ففي بكين ألغت شركات نفط مملوكة للدولة بعض مشترياتها من النفط الخام الروسي، كما أفاد جانيف شاه، نائب رئيس أسواق النفط في ريستاد إنرجي.
أما في الهند، فقد أعلنت شركة ريلاينس، أكبر مصفاة خاصة، التزامها بـ"تكييف عمليات التكرير لتلبية متطلبات الامتثال"، بعد استيراد أكثر من 181 مليون برميل روسي بين يناير وسبتمبر. كذلك، أكدت مؤسسة النفط الهندية، أكبر شركة حكومية، الالتزام بجميع العقوبات المعمول بها.
لكن محللين يرون أن هذا التراجع مؤقت، إذ يوصف بـ"العقوبة الذاتية"، حيث تفرض الشركات الهندية والصينية قيودًا لدورة أو دورتين حتى تتضح نوايا واشنطن في التنفيذ، كما قال ريتشارد جونز من إنرجي أسبكتس.
وأضاف جونز أن صادرات النفط الروسي إلى الدولتين قد تنفد بحلول نوفمبر، لكن هذا قد يكون نمط انتظار مؤقت، مع تطوير طرق بديلة عبر وسطاء و"أسطول ظل" من الناقلات ذات الملكية الغامضة.
وبالنسبة للهند، تشكل العقوبات معضلة شائكة تجمع بين حاجتها للطاقة الرخيصة وصداقتها التاريخية مع موسكو، مقابل علاقاتها الاستراتيجية المتنامية مع واشنطن، إذ أصبح النفط الروسي المخفض أساسيًا لنموها الاقتصادي، واستبداله بمصادر من الشرق الأوسط أو غرب أفريقيا أو الولايات المتحدة سيزيد التكاليف بشكل كبير.
ومع مفاوضات اتفاق تجاري مع ترامب لتخفيف رسوم جمركية سابقة بنسبة 50%، قد يساعد خفض تدريجي في الواردات الروسية في إظهار "نوايا حسنة"، كما قالت فرحة عامر من معهد سياسات جمعية آسيا. لكن وزير الخارجية الهندي إس. جايشانكار انتقد العقوبات دون تسمية أمريكا، مشيرًا إلى تطبيق المبادئ "بشكل انتقائي".
ومع زيارة متوقعة لبوتين إلى نيودلهي، يبدو أي تغيير تكتيكي لا استراتيجيًا كاملًا، إذ يقول كلايتون سيجل من مركز الدراسات الاستراتيجية إن الهند في وضع أصعب بسبب شفافيتها الأكبر وخوف شركاتها من القوائم السوداء الأمريكية.
أما الصين، فتُعد شريان حياة اقتصاديًا لروسيا منذ الحرب، وتركز حساباتها على حماية شركاتها الكبرى مع الحفاظ على شراكة جيوسياسية "بلا حدود" مع موسكو لمواجهة النفوذ الأمريكي.
وتعارض بكين "بشدة العقوبات الأحادية"، كما أعلنت وزارة خارجيتها، ومع أن الشركات الكبرى تتبع العقوبات لتجنب عقوبات ثانوية تعيق اقتراضها من بنوك أمريكية، قد تستمر مصافي "أباريق الشاي" الأصغر في الشراء عبر جهات خارجية، رغم محدودية قدرتها قصيرة الأمد.
ووفق "يون صن" من مركز ستيمسون، فإن الصين لن تتجاهل الضغوط الأمريكية تمامًا، لكنها لن تلبيها كاملة، ولن تتخلى عن روسيا، كما يشير ويليام يانغ من مجموعة الأزمات الدولية إلى محتمل "محادثات خاصة" بين موسكو وبكين لتدابير مضادة، محذرًا من صدمة اقتصادية إذا انفصلت الصين عن الطاقة الروسية.
ورغم التراجع الأولي، يتوقع محللون عودة التدفقات عبر "أسطول الظل" الذي توسع بنسبة 45% ليصل مؤخرًا إلى 940 سفينة، إذ تكيفت المصافي سابقًا مع عقوبات على غازبروم وسورجوتنفتغاز بشراء عبر وسطاء، ويمكن تكرار ذلك بتقسيم المعاملات لإخفاء الأصل، وفق "سي إن إن".