logo
ترامب يريد استعادة قاعدة باغرامالمصدر: إرم نيوز
العالم

قاعدة باغرام.. نقطة توتر محتملة في التنافس الأمريكي الصيني (إنفوغراف)

أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد  ترامب عن نيته استعادة السيطرة على قاعدة  باغرام الجوية في أفغانستان تساؤلات واسعة حول تداعيات هذه الخطوة على التوازن الإقليمي في آسيا الوسطى وعلى العلاقات بين الولايات المتحدة والصين. 

تقع قاعدة باغرام، التي بناها السوفيت خلال الحرب الباردة، على بعد نحو 70 كيلومترًا شمال كابول، وأقل من 800 كيلومتر من الحدود الصينية مع منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم، ما يمنحها أهمية إستراتيجية كبيرة.

أكد ترامب في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في لندن أن إعادة السيطرة على القاعدة تمثل أولوية لأنه "يبعد ساعة واحدة عن المكان الذي تُصنع فيه الصين أسلحتها النووية". 

ويشير هذا التصريح إلى أن الولايات المتحدة لا ترى في أفغانستان مجرد موقع جغرافي، بل منصة إستراتيجية محتملة لمراقبة وتعقب القدرات العسكرية الصينية، خصوصًا المتعلقة بالأسلحة النووية؛ ما يضع القاعدة في قلب الحسابات الأمنية الأمريكية، بحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ".

تحذيرات دولية وردود الفعل الصينية

لم يجد تحرك ترامب صدى إيجابيًّا لدى بكين، التي حذرت من أن أي تدخل أو تحرك عسكري محتمل في أفغانستان قد يزعزع الاستقرار الإقليمي. 

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ترامب يهدد أفغانستان.. لماذا عادت قاعدة "باغرام" إلى الواجهة؟

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان إن "الصين تحترم استقلال أفغانستان وسيادتها وسلامة أراضيها"، محذرًا من أن "إثارة التوتر والمواجهة في المنطقة لن تلقى أي دعم". 

كما أكدت بكين ضرورة أن يكون مستقبل أفغانستان بيد شعبها، وهو موقف يعكس قلق الصين من أي استخدام للقاعدة الأمريكية لمراقبة أو تهديد منشآتها النووية في شينجيانغ.

بالإضافة إلى الصين، تُظهر حكومة طالبان حذرًا مماثلًا، إذ إن أي عودة للقوات الأمريكية إلى باغرام قد تثير توترات داخلية وتحديات سياسية، خاصة في ظل التوازن الهش بين الفصائل المختلفة داخل السلطة الحالية.

في هذا السياق، فإن إعادة فتح القاعدة لا يشكل مجرد مسألة عسكرية، إنّما عنصر سياسي حساس قد يفاقم حالة عدم الاستقرار التي شهدتها أفغانستان منذ انسحاب القوات الأمريكية في 2021.

الأبعاد الإستراتيجية للنوايا الأمريكية

وأوضحت الصحيفة أن تحليل نوايا ترامب يشير إلى أن استعادة قاعدة باغرام ليست مجرد خطوة رمزية، بل جزء من إستراتيجية أمريكية أوسع تهدف إلى إعادة فرض النفوذ العسكري في مناطق حساسة قرب الصين وروسيا. 

أخبار ذات علاقة

قاعدة باغرام

طالبان: إعادة قاعدة باغرام لواشنطن "مستحيل"

كما تمنح القاعدة الولايات المتحدة قدرة على جمع معلومات استخباراتية متقدمة، مراقبة الأنشطة العسكرية الصينية، وربما تحرك سريع للطائرات والطائرات بدون طيار في حالة تصعيد محتمل.

ومع ذلك، يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تحمل مخاطر كبيرة، إذ يمكن أن يُنظر إليها على أنها محاولة لإحكام الحصار على الصين، ما قد يؤدي إلى مواجهة غير مقصودة في منطقة متقلبة. 

كما أن أي تحرك عسكري أمريكي في أفغانستان يثير قلق دول الجوار، بما فيها باكستان وإيران، اللتين لديهما مصالح مباشرة في استقرار أفغانستان، ويزيد من احتمالية اندلاع سباق تسلح إقليمي أو مواجهات غير مقصودة.

تداعيات محتملة على التوازن الإقليمي

تسعى الولايات المتحدة من خلال هذه الخطوة إلى إعادة تأكيد هيمنتها في منطقة آسيا الوسطى، لكن الإستراتيجية تواجه تحديات حقيقية. 

فرغم القدرات العسكرية الأمريكية، فإن القاعدة لن تكون مجرد موقع عسكري؛ بل ستكون نقطة مراقبة حساسة يُنظر إليها كرمز للتنافس الجيوسياسي مع الصين. 

وفي الوقت نفسه، تعزز بكين وجودها في المنطقة من خلال الدبلوماسية الاقتصادية والعسكرية، وفتح قنوات تعاون مع طالبان ودول الجوار، بما يحد من قدرة واشنطن على استخدام القاعدة بحرية.

الخلاصة تشير إلى أن قاعدة باغرام، التي كانت مركزًا رئيسيًّا للعمليات الأمريكية سابقًا، قد تتحول إلى "نقطة اشتعال" جديدة بين القوى الكبرى. 

بينما يسعى ترامب إلى توسيع النفوذ الأمريكي ومراقبة القدرات النووية الصينية، يواجه خطر تفجير الوضع في أفغانستان، وتحويل دولة مزقتها الحرب إلى ساحة مواجهة محتملة بين واشنطن وبكين، مع تداعيات على الأمن الإقليمي والعالمي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC