ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
مع اقتراب انتهاء المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، تأخذ تهديدات كوريا الشمالية النووية طابعًا روتينيًا، بحسب تقرير لموقع "ناشيونال سكيورتي جورنال".
ويرى خبراء أن بيونغ يانغ قد تكون جاهزة لضربة نووية أولى ضد سيؤول، ما يضع واشنطن أمام خيارين واقعيين، إما التراجع عن التزاماتها النووية، وإما التهديد برد ساحق.
والمناورات التي تهدف إلى تعزيز التوافق التشغيلي، تفترض الآن إمكانية استخدام الأسلحة النووية من جانب كوريا الشمالية كسيناريو محتمل، وسط توقعات بمزيد من التهديدات اللفظية من بيونغ يانغ.
ووفق تقرير "ناشيونال سكيورتي جورنال"، فإن خطاب كوريا الشمالية النووي أصبح يعكس استراتيجية مبادرة، حيث أصدرت عدة تهديدات هذا العام وحدها، فيما يبدو أن المناورات تأخذ هذا الاحتمال في الاعتبار، مع عدم الوضوح في رد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وحتى اليابان، على أي استخدام نووي أولي.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، أكدت أن النظام الكوري الشمالي "لن ينجو" من الاستخدام النووي، لكنها تجنبت الالتزام برد نووي مباشر، وسط تحذير من أن أي استخدام نووي سيُحدث "صدمة عالمية هائلة"، مع ذعر عالمي، ما يجعل "اليوم التالي" غامضًا تمامًا.
ويقدم تقرير "ناشيونال سكيورتي جورنال" مسارين رئيسين لواشنطن، الأول براغماتي، وينص على السماح لكوريا الجنوبية ببناء رادع نووي خاص بها، ما يقلل من المخاطر الأمريكية، مع الحفاظ على مصداقية الردع العام.
أما الرد الأمريكي الأكثر وضوحًا هو "الخروج من الطريق"، بحسب وصف التقرير الذي يشير إلى تفضيل الرئيس الحالي، دونالد ترامب، لهذا الخيار.
وكان ترامب، الذي أعرب أكثر من مرة عن استيائه من "العبء الأمني" الذي يلقيه الحلفاء، يخشى الحرب العالمية الثالثة، خاصة مع هشاشة نظام بيونغ يانغ الذي يزيد احتمال التصعيد المبكر.
لكن كوريا الشمالية ما كانت لتهدّد الولايات المتحدة بالرد النووي لو لم تكن متحالفة مع كوريا الجنوبية، كما يُضيف التقرير، مقارنًا الوضع بأوكرانيا، حيث رفضت واشنطن المخاطرة النووية لحليف متوسط الحجم.
ويذهب التقرير إلى أن "هذا النهج يعتمد على أن هزيمة كوريا الجنوبية، لن تشكل ضربة موجعة لأمن أمريكا، ما يجعل السماح لسيؤول بالتسلح النووي خطوة منطقية".
وسيظل الردع ذا مصداقية، حتى من دون دعم أمريكي واضح، وكما تعزز الأسلحة النووية البريطانية والفرنسية ردع الناتو في أوروبا، ففي شرق آسيا، ستفعل الأسلحة الكورية الجنوبية الشيء نفسه، ما يسمح لسيؤول بـ"إدارة التهديد بنفسها".
أما الخيار الثاني، والأكثر تطرفًا، هو تهديد برد أمريكي ساحق لمنع أي استخدام أولي من بيونغ يانغ، وهذا يتطلب "عقوبات أشد"، ربما ضربة نووية مضادة واسعة النطاق، لأن النظام الهش يميل إلى التصعيد لتجنب الهزيمة التقليدية التي قد تؤدي إلى انهياره، كما حدث لروسيا القيصرية في الحرب العالمية الأولى.
لكن الأسلحة النووية الكورية الشمالية مصممة لفرض خيارات مرعبة على واشنطن وحلفائها، ومع ذلك لم تكن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم هذا الالتزام، ولا حتى قادرة عليه، بسبب التوازن غير المتكافئ في القوى التقليدية على شبه الجزيرة، وفق التقرير.
ويخلُص تقرير "ناشيونال سكيورتي جورنال" إلى أن على كوريا الجنوبية أن تتخذ خياراتها بنفسها، معتبرًا أن التزام واشنطن بالمخاطرة بضربة نووية أمريكية "ليس مصداقيًا" مع اتساع التهديد الكوري الشمالي.