في ظل دفع الولايات المتحدة بالمزيد من قواتها البحرية إلى البحر الكاريبي، ضمن خطوات توصف بأنها بمثابة تمارين لتوجيه ضربة عسكرية لفنزويلا، تكثر التحليلات بشأن قدرة الجيش الفنزويلي على الصمود ضد القوة الأمريكية الكبيرة.
إلا أن بعض الخبراء العسكريين يقدرون أن أي عملية عسكرية في فنزويلا لن تكون نزهة للجانب الأمريكي، حيث أن كراكاس تملك جيشا لديه الكثير من المقاتلين المحترفين والعتاد العسكري من طائرات مقاتلة وقاذفات صواريخ ومسيرات، فضلا عن بعض القطع البحرية.
وسلط تقرير لقناة "فوكس نيوز" الأمريكية، الضوء على سيناريوهات المعركة المرتقبة في حال قرر الرئيس دونالد ترامب اللجوء للخيار العسكري ضد نظام نيكولاس مادورو.
ونقل التقرير، عن خبراء قولهم إن الجيش الفنزويلي قد يبدو جبارًا نظريًا، لكنه مُنهك بفعل سنوات من الفساد والانحلال والسيطرة السياسية، مؤكدين أنه في الوقت الذي لا يمكن لفنزويلا صد ضربة أمريكية مُصممة، إلا أن عملية أوسع نطاقًا ستكون أكثر تعقيدًا بكثير مما يُشير إليه البيت الأبيض.
وقال إيزاياس ميدينا، المحامي الدولي والدبلوماسي الفنزويلي السابق، الذي أدان حكومته أمام المحكمة الجنائية الدولية، إن "فنزويلا اليوم تشبه قلعة مبنية على الرمال يحيط بها نظام إجرامي"، مضيفا أن أي عمل أمريكي افتراضي سيكون "طرد كارتل إرهابي استقر في الجوار وليس غزو بلد"، وفق تعبيره.
وأكد ميدينا، أن قدرات الجيش الفنزويلي تبدو أفضل على الورق منها على أرض الواقع، حيث تصدأ المعدات بسبب نقص الصيانة، كما أن آلاف الجنرالات المعينين سياسيا منفصلون عن ما يقدر بنحو 100 ألف جندي من الرتب الدنيا قد يتخلون عن مناصبهم تحت الضغط.
من جانبه، أكد الأميرال المتقاعد مارك مونتجومري، المدير الأول في مركز الابتكار السيبراني والتكنولوجي التابع لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، لقناة فوكس نيوز، إن "التهديد الأكثر أهمية لفنزويلا يكمن في أنظمتها الجوية والبحري، وحتى تلك الأنظمة يمكن القضاء عليها بسرعة".
وأضاف الجنرال الأمريكي: "عليكم تفكيك هذا الأمر. هناك جانب جوي بحري، وهو على الأرجح ما قد يؤثر على عملياتنا الهجومية"، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والسفن الحربية المحدودة وصواريخ أرض-جو روسية الصنع"، لافتا إلى أن الجيش الأمريكي بإمكانه تحييد نقاط قوة فنزويلا البحرية خلال الأيام الأولى من العملية العسكرية.
وفيما يتعلق بإمكانية لجوء الجيش الأمريكي إلى تنفيذ عملية برية داخل الأراضي الفنزويلية، حذر مونتغمري من خطورة هذا الخيار، مؤكدا أن "العملية البرية ستكون قصة مختلفة تمامًا عن الخيار الجوي"، وتابع: "لديهم جيش محترف صغير... يتراوح عدد أفراده بين 65 و70 ألف فرد، وكثير منهم على الأرجح لا يرغبون في الانضمام إلى الجيش، وقد لا ينضمون إليه للقتال".
ولفت إلى أن أي عملية برية، ستكون معقدة لأن فنزويلا تحتفظ بمليشيات ضخمة، يحركها دافع مشترك، وهو الولاء لشخص مادورو لأن مصالحهم مرتبطة به وبقاء نظامه الحالي.
ويحذر الخبراء العسكريون من تكلفة الحرب البرية بين واشنطن وكراكاس، مؤكدين أن الجغرافيا والنطاق يجعلان من أي عملية برية كابوسا وسيناريو مرعبا للجنود الأمريكيين.
وقال الجنرال مونتغمري: "ربما تبلغ مساحة فنزويلا ضعف مساحة كاليفورنيا، ويتراوح عدد سكانها بين 35 و40 مليون نسمة. ستكون هذه حملة برية بالغة الصعوبة، خاصة إذا تحولت إلى عملية لمكافحة التمرد"، وفق ما نقلت عنه "فوكس نيوز".
وهناك عامل آخر، فالجيش الفنزويلي، يملك ترسانة عسكرية تعتمد على مزيج من الأسلحة الروسية والصينية والمسيرات الإيرانية، ورغم تأكيد الخبراء، أنها غير كافية لإيقاف الحملة الأمريكية المرتقبة، فإنها قد تُعقّد المراحل الأولى منها.
وبحسب تقرير "فوكس نيوز"، تملك فنزويلا مخزونا من العتاد العسكري، يشمل 92 دبابة من طراز T-72B، و123 مركبة مشاة من طراز BMP-3، ومدفعية روسية من طراز Msta-S، ومنظومتي صواريخ Smerch وGrad، وما يُقدر بـ 6-10 طائرات Su-30MK2 جاهزة للطيران، يضاف إلى ذلك تشكيلة من الدفاعات الجوية مثل أنظمة S-300VM وBuk-M2E وPechora-2M.
