logo
العالم

بعد "انتصاره" في الشرق الأوسط.. الاختبار "الحقيقي" لترامب في أوكرانيا

ترامب وزيلينسكيالمصدر: رويترز

حقق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، انتصاراً كبيراً في السياسة الخارجية في غزة من خلال التوسط في إطلاق سراح الرهائن من الأسر وتأمين نهاية القتال بين إسرائيل وحماس، لكن الأوروبيين يأملون تكرار النجاح في أوكرانيا، المشكلة الأخرى المعقدة في العالم.

وسيستضيف ترامب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في البيت الأبيض يوم الجمعة، في أعقاب جولته الدبلوماسية الناجحة في الشرق الأوسط. وفي زيارتيه إلى إسرائيل ومصر، أشار الرئيس الأمريكي إلى الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، مؤكداً أنه، بينما كان يتفاخر بإنجازاته في صراع رئيس، لا يزال يضع نصب عينيه حل صراع آخر.

الحربان مختلفتان اختلافاً جذرياً، ففي الشرق الأوسط، أثبتت إسرائيل أنها القوة العسكرية الإقليمية المهيمنة، بينما في أوروبا، لا تزال روسيا قوة عالمية كبرى تمتلك ترسانة نووية ضخمة، كما يرى تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".

يُحذّر كبار المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين من أن روسيا وأوكرانيا لن تُغيّرا استراتيجياتهما الحربية بعد نجاح ترامب الأولي في الشرق الأوسط، كما يُشيرون إلى أن التوصل إلى اتفاق طويل الأمد لإحلال سلام دائم في غزة أمر بعيد المنال. 

ولكنهم ما زالوا يأملون أن يتمكن الرئيس الأمريكي من اغتنام زخم النصر الدبلوماسي، واستخلاص الدروس الصحيحة لإحياء الجهود الرامية إلى إعادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طاولة المفاوضات.

وقال فريد فليتز، الذي كان مسؤولاً رفيع المستوى في مجلس الأمن القومي خلال ولايته الأولى: "هذا يمنح ترامب نفوذاً هائلاً لحل صراعات كبرى أخرى. لقد أثبت الآن جدارته كحَكم وصانع سلام فعّال".

أخبار ذات علاقة

كوشنر وترامب

دور "حاسم" في غزة.. هل تتجه دبلوماسية صهر ترامب نحو إيران؟

 ووفق مسؤولين أوروبيين كبار، فإنه إذا كان بوسع ترامب أن يستخلص أي درس من الاتفاق بين إسرائيل وحماس لتطبيقه على حرب أوكرانيا، فإن هذا الدرس يتلخص في كلمة واحدة: الضغط.

وبعد الغارة الجوية الإسرائيلية على عناصر حماس في الدوحة، ضغط ترامب على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لقبول خطته للسلام المكونة من عشرين نقطة، وأجبره على الاعتذار علناً لأمير قطر. 

ولم يمارس ترامب الضغط نفسه على بوتين بعد، إذ تأمل أوكرانيا وحلفاؤها في أوروبا أن يتغير هذا الوضع الآن بعد أن رأى ترامب ثمار نجاحه كصانع صفقات في الشرق الأوسط، ومع تزايد نفاد صبره تجاه روسيا، بعد أشهر من المفاوضات الفاشلة.

لكن "وول ستريت جورنال" تنقل عن مسؤول في البيت الأبيض، بأن ترامب لطالما أعرب عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا، مضيفاً أن بوتين رفض مراراً مقترحات سخية للسلام كانت ستعود بالنفع على روسيا. ولا يزال البيت الأبيض متفائلاً بإمكانية نجاحه في إقناع الطرفين بوقف ما وصفه المسؤول بـ "القتل العشوائي" في الصراع.

إلا أن هذا يُقابل بتشكيك أوروبي، إذ إنّ ترامب فرض رسوماً جمركية باهظة على الهند، الشريك التجاري الرئيس لروسيا، لكنه لم يُصدر حتى الآن أي عقوبات جديدة كبيرة أو عقوبات ثانوية على موسكو. 

وصرح مسؤولون أوروبيون بأن زيادة العقوبات المالية على روسيا أمر بالغ الأهمية في هذه المرحلة من الحرب، حيث يقف اقتصادها على شفا أزمة، ولكنه ينتقل أيضاً إلى اقتصاد حرب شامل.

ولم يستهدف ترامب بعد ما يسمى بـ"أسطول الظل" من ناقلات النفط غير المشروعة التي تستخدمها موسكو لمحاولة تجاوز حدود الأسعار على النفط الروسي من أجل توليد المزيد من الإيرادات لآلتها الحربية.

وقال كورت فولكر، السفير الأمريكي السابق لدى حلف شمال الأطلسي والذي كان مبعوث ترامب إلى أوكرانيا خلال فترة ولايته الأولى، "لقد كان الضغط هو الذي دفع حماس إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات، ولم نواجه ضغوطاً مماثلة على روسيا حتى الآن".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC