كشف تقرير حديث أن أثينا تدرس شراء دفعة جديدة من مقاتلات "رافال إف 4"، مع تصاعد التحركات العسكرية بين اليونان وتركيا في بحر إيجة، في خطوةٍ تهدف إلى الحفاظ على تفوقها الجوي أمام الطموحات التركية لامتلاك مقاتلات "يوروفايتر تايفون" المزودة بصواريخ "ميتيور" بعيدة المدى.
وبحسب "آرمي ريكوغنيشن"، كشفت مصادر أن المقاتلات الجديدة تمثل تطويرًا نوعيًّا لقدرات سلاح الجو اليوناني، خصوصًا على صعيد الاتصالات المدمجة والقدرات الشبكية؛ ما يسمح بمشاركة البيانات بسرعة فائقة مع منصات أخرى مثل "إف-16 في" و"إف-35 إيه"، وتعزيز الصورة الاستخباراتية في الأجواء (Recognized Maritime/Air Picture)، كما أن أجهزة الرادار AESA ونظام الكشف بالأشعة تحت الحمراء IRST، تمنح اليونان قدرة محسّنة على تتبع الأهداف الأرضية والجوية، مع تحسين الاكتشاف الخفي للأهداف منخفضة الرصد، ما يعزز خياراتها التكتيكية تحت إجراءات السيطرة على الانبعاثات (EMCON).
وتتضمن القدرة القتالية للطائرة أيضًا صواريخ MICA NG ذات الرادار النشط والكاشف بالأشعة تحت الحمراء، مع نطاق إطلاق أوسع بحوالي 40% مقارنة بالصواريخ السابقة؛ ما يتيح لليونان كبح أي تهديد محتمل وتحجيم حرية حركة العدو في المعارك الجوية بعيدة المدى.
وعلى الصعيد التشغيلي، تساعد قدرات "رافال إف 4" اليونان في الاستجابة للتهديدات الإلكترونية وحماية الطائرات تحت ظروف حرب إلكترونية كثيفة، وتوحيد التدريب وذخائر الصواريخ، مع دعم متبادل لعمليات الناتو والتكامل الصناعي مع فرنسا.
أمَّا من الناحية الجغرافية والسياسية، فإن خطوة أثينا جاءت في وقت يواصل فيه الطرفان استعراض قوتهما في الأجواء المتنازع عليها فوق بحر إيجة، مع التركيز على تعزيز الردع دون تصعيد مباشر، وسط آلية الناتو للتنسيق بين الدول الأعضاء، وتؤكد هذه التحركات على استمرار سباق التسلّح التكنولوجي بين الجارتين، حيث تبقى المعلومات والقدرة على المناورة هي مفتاح السيطرة على السماء في شرق المتوسط خلال العقد المقبل.
