logo
العالم

فرنسا ترصد محاولات تأثير إيرانية وروسية على احتجاجات 10 سبتمبر

احتجاجات سابقة في فرنساالمصدر: رويترز

رصدت تقارير حكومية فرنسية أنباء ضخمت فيها إيران وروسيا الدعوة إلى التعبئة للاحتجاجات الشعبية التي أطلق عليها "لنُغلق كل شيء"، والمقررة في العاشر من أيلول/سبتمبر الجاري بفرنسا.

وتناقلت وسائل إعلام حكومية في فرنسا عن مصدر رسمي متخصص في التكنولوجيا الرقمية أن "عمليات التعبئة الانتهازية" للاحتجاجات المتوقعة يوم غد الأربعاء آخذة في الظهور عبر عدة وسائل إعلام أجنبية.

أخبار ذات علاقة

مارين لوبان، خلال اجتماع بمناسبة بدء العام السياسي في فرنسا

وسط أزمة عميقة.. لوبان تجهز خطتها لخوض الانتخابات المبكرة في فرنسا

وتتجه مئات الحسابات المزيفة، وخاصة على موقع "أكس"، إلى تبيين وقوف النظام الإيراني وجهات في روسيا في محاولة لتضخيم بعض الوسوم الشائعة واستغلال سياق محلي حساس، كما لاحظ محللون من مجموعة "بورجي فوكس" الفرنسية المتخصصة في الذكاء الرقمي.

أحد هذه الحسابات، وهو حساب الشابة إيفا ماسون، الذي أُعيد تفعيله في نيسان/أبريل الماضي ويتابعه آلاف الأشخاص، يعرض صورة شخصية مُولَّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي. وقد حدّدت الأجهزة الحكومية الفرنسية هذا الحساب على أنه حساب مزيف من إيران وفق إذاعة "فرانس إنفو" اليوم الثلاثاء.

كما أوردت حسابات أخرى لفلور موريل وآنا بلان وآفا لون، ويتابع هذه الحسابات أيضًا آلاف الأشخاص، وبعضها يعرض المحتوى ذاته وينشر رسائل تدعو إلى استقالة الرئيس إيمانويل ماكرون.

وأشار مصدر حكومي أيضًا إلى "أنشطة تأثير" قامت بها بعض وسائل الإعلام الجديدة القريبة من الحكومة في أذربيجان وروسيا وتركيا وإيران، وخاصة في تناقل نداء 10 أيلول/سبتمبر.

وقد لاحظت وكالة التحقق التابعة لإذاعة فرنسا أن وسائل الإعلام الإلكترونية القريبة من الحكومات، مثل "كاليبر" في أذربيجان، أشارت إلى انخفاض شعبية إيمانويل ماكرون في فرنسا أو احتمال اندلاع فوضى مع اقتراب موعد الاحتجاجات.

ويؤكد مصدر حكومي أن "كل ما يمكن استغلاله يُستغل"، في إشارة إلى "أشخاص يعملون على تفتيت المجتمع الفرنسي"، مضيفًا: "هذا ليس تدخلاً، بل تأثير، ويتجسد في مقالات تندد بالوضع السياسي وتثير الفوضى في فرنسا".

وبحسب هذه المصادر، فإن حركة "10 سبتمبر" تظل في المقام الأول حركة محلية، يتم تناقلها عبر شبكات التواصل الاجتماعي الفرنسية من خلال حسابات داخلية. وكانت منصة "فيزيبران"، المتخصصة في تحليل الاتجاهات على شبكات التواصل الاجتماعي، قد نددت بظاهرة "الترويج الزائف"، وهي عملية تلاعب تهدف إلى نشر رسالة على نطاق واسع للتأثير على النقاش العام.

وأشارت المنصة إلى أن هذه الظاهرة مدفوعة بشكل رئيسي من أوساط فرنسية من النشطاء اليساريين، وحتى المتطرفين منهم، في حين أن هناك محاولات انتهازية لاستئناف الحراك من الخارج، وتخضع لمراقبة دقيقة من قبل المتخصصين. ويتساءل الخبراء عن مدى تأثيرها الحقيقي على نطاق الحراك القادم.

وأكد أحد الخبراء: "إنه سؤال جوهري بالنسبة لنا، قد لا يكون للمنشور الذي يحظى بمليون مشاهدة أي تأثير، بينما قد يكون لمئة مشاهدة من قبل مجموعات معينة تأثير كبير"، مضيفًا: "حتى الآن، لا تحظى هذه المحاولات باهتمام كبير؛ لأن الحراك أصبح بالفعل قضية وطنية حاضرة في وسائل الإعلام الفرنسية. لن يبذلوا المزيد من الجهد لتضخيمه؛ لأنه حاضر بقوة في النقاش".

وفقًا لأجهزة الاستخبارات الإقليمية في باريس، من المتوقع مشاركة 100 ألف شخص، ومن المرجح أيضًا "إجراءات لإغلاق مواقع أو مناطق استراتيجية في قطاعات النقل والطاقة، وحتى الصناعات الدفاعية".

وأصدرت الأجهزة مذكرة قدمت لمحة مُقلقة عن الوضع، حيث تستعد السلطات في ضوء دعوات إلى الإضراب والحصار وأعمال التخريب لمشهد مُتفجر محتمل لا تزال ملامحه غامضة للغاية. وأشارت المذكرة إلى بعض الأعمال، مثل تخريب رادارات ضبط السرعة في الطرقات، و"ديناميكيات مقلقة" في ظل تواصل التحضيرات ليوم التعبئة "في جميع أنحاء البلاد، في القرى وكذلك المناطق الحضرية الكبيرة".
 
 
 

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC