الجيش الإسرائيلي: استعدنا خلال "عربات جدعون" 10 جثامين لإسرائيليين كانوا محتجزين في غزة
تشهد أوروبا الشرقية، التي كانت تُعتبر تاريخياً خط الدفاع الأول ضد النفوذ الروسي، تحولات سياسية تثير تساؤلات حول استمرار دعمها القوي لأوكرانيا في مواجهة الحرب الروسية.
في وارسو وفيلنيوس وبراغ، حيث ينتظر القادة عادة إشارات واضحة من واشنطن لتوجيه سياساتهم، تظهر مؤشرات على تراجع محتمل في العزم الإقليمي لدعم كييف، مما قد يعكس تغيرات في الحسابات الجيوسياسية ويؤثر على الأمن الأوروبي، بحسب تقرير لموقع "ناشيونال إنترست".
ففي بولندا، أثارت خطوة الرئيس الجديد، كارول ناوروكي، بنقض مشروع قانون يمدد الدعم المالي للاجئين الأوكرانيين جدلاً واسعاً، إذ إن القرار، الذي قد يؤدي إلى إنهاء تمويل بولندا لخدمة الإنترنت "ستارلينك" الأوكرانية، يُنظر إليه على أنه إشارة مبكرة إلى تآكل الإرادة السياسية لدعم أوكرانيا.
ولطالما كانت بولندا، وهي قوة إقليمية مناهضة لروسيا، تجد نفسها في موقف حساس، فالانقسامات الداخلية، خاصة مع صعود تيارات شعبوية معادية لأوكرانيا داخل حزب القانون والعدالة، تزيد من التحديات.
أما في المجر، يواصل رئيس الوزراء، فيكتور أوربان، سياساته المثيرة للجدل، حيث ضاعف مشتريات الطاقة من روسيا وعرقل المساعدات لأوكرانيا وحزم العقوبات الأوروبية، بل إن تحركاته، مثل إرسال جواسيس إلى ترانسكارباثيا، تُظهر نوايا تصعيدية تجاه المناطق ذات الأغلبية المجرية في أوكرانيا.
كذلك شهدت سلوفاكيا، التي كانت رائدة في تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا في بداية الحرب، تحولاً مع حكومتها الحالية، التي تُتهم بالعمل كأداة لروسيا داخل الاتحاد الأوروبي، مما يعكس تراجعاً مقلقاً في التزامها.
في ليتوانيا، تظل روسيا تهديداً وجودياً، لكن الائتلاف الحاكم الجديد بقيادة إنغا روجينيني يضم أصواتاً متباينة، فحزب اتحاد المزارعين والخضر الذي يحمل مواقف متصالحة مع الماضي السوفيتي، يشمل أعضاء مثل زبيغنيو جيدزينسكي وفالديمار توماشيفسكي، اللذين أبديا مواقف مؤيدة لروسيا بشكل صريح، بما في ذلك معارضة حظر القنوات الروسية ودعم حملات قمع المعارضة في بيلاروسيا.
أما في جمهورية التشيك، تُشير التوقعات إلى احتمال عودة أندريه بابيش إلى رئاسة الوزراء بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة. بابيش، الذي قدم نفسه كـ"مرشح سلام"، عارض المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا، وتعهد بإنهاء مبادرة الذخائر التي قادتها التشيك بنجاح.
وقد يؤدي تحالفه المحتمل مع قوى متطرفة موالية لروسيا، إلى جانب انضمام حزبه ANO إلى مجموعة "وطنيون من أجل أوروبا"، إلى زيادة القلق بشأن التوجهات المستقبلية للتشيك.
تشير هذه التطورات إلى أن دول أوروبا الشرقية، رغم دعمها التاريخي القوي لأوكرانيا، تعتمد بشكل كبير على الإشارات القادمة من واشنطن.
وفي غياب قيادة أمريكية واضحة، قد تتردد بعض الحكومات أو تتكيف مع واقع جديد، خاصة مع تزايد الجدل الداخلي حول تكاليف دعم أوكرانيا، كما أن هذا التراجع المحتمل لن يؤثر فقط على أوكرانيا، بل قد يهدد الأمن الأوروبي ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة.
ولا يزال التحالف الإقليمي الداعم لأوكرانيا قائماً، لكن الانقسامات السياسية والضغوط الداخلية في بولندا، المجر، سلوفاكيا، ليتوانيا، والتشيك تُنذر بتحديات مستقبلية.
ووفق "ناشيونا إنترست"، فإنه إذا استمر غياب التوجيه الأمريكي، قد يضعف العزم الإقليمي، مما يترك أوكرانيا في موقف أكثر هشاشة ويُعرض الاستقرار الأوروبي للخطر.