يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عبر خطاب تقليدي بمناسبة العام حلول الميلادي الجديد، إلى إعادة ضبط مسار رئاسته بعد عام مضطرب شهد عدم استقرار سياسي، وتراجعًا غير مسبوق في شعبيته، بحسب ما ذكرته صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية.
وبيّنت الصحيفة أنه من المُقرر بث الخطاب، الذي سيحدد فيه ماكرون ملامح المرحلة المقبلة، في تمام الساعة الـ8 من مساء اليوم الأربعاء، من قصر الإليزيه، وذلك عقب عودة ماكرون من إجازته الشتوية في قلعة بريغانسون.
ويأتي خطاب عام 2025 في ظل تحديات غير مسبوقة للرئاسة الفرنسية، إثر حل الجمعية الوطنية عقب انتكاسات انتخابية، في خطوة أثارت انتقادات واسعة، وأججت استياءً شعبيًا، وشهدت تعاقب 4 رؤساء وزراء على منصب رئاسة الحكومة في أقل من عام.
وأفادت مصادر مقربة من ماكرون، أن الأخير يعتزم اعتماد نبرة أكثر اتزانًا تركز على "رؤية أعمق، ونهج مختلف".
ورجحت المصادر "أن يسلط خطاب ماكرون الضوء على الدبلوماسية الدولية، مع التركيز على دور فرنسا في المفاوضات المحتملة لإنهاء الصراع في أوكرانيا، وجهودها الدبلوماسية في الشرق الأوسط".
وأضافت الصحيفة أن أجندة ماكرون للعام الجديد تركز على قضيتين، الوضع في جزيرة "مايوت"، التي تعاني تداعيات إعصار "شيدو" المدمر والإصلاحات المالية، لا سيما بعد أن أعلنت حكومة برونو ريتايو عن خطة تشريعية وقانون خاص لمعالجة الأزمة في "مايوت".
وتستعد الحكومة لمناقشات حاسمة بشأن الميزانية، اذ أعلن وزير المالية إيريك لومبار عن بدء مشاورات مع الأحزاب السياسية لتجنب رفض البرلمان مجددًا لميزانيتي الدولة، والضمان الاجتماعي، مما قد يؤدي إلى دعوات لاستقالة ماكرون، خاصة مع القيود الدستورية التي تحول دون حل الجمعية مرة أخرى قبل صيف 2025.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم ظهور تحسن طفيف في نسبة التأييد لماكرون الأسبوع الماضي، حيثُ بلغت النسبة 24% بزيادة نقطتين عن السابقة، وفقًا لمعهد "Ifop"، لا تزال شعبية ماكرون في أدنى مستوياتها التاريخية.
بينما تراجعت شعبية ماكرون إلى 21% في استطلاع أجرته مؤسسة "Elabe"، وهو مستوى أسوأ مما كان عليه خلال ذروة احتجاجات "السترات الصفراء" في العام 2018.
وأوضحت الصحيفة أن معاناة ماكرون تتفاقم بسبب المشكلات الاقتصادية المستمرة، والقضايا السياسية غير المحسومة.
ولم تسهم الأحداث الكبرى للعام 2024، مثل: أولمبياد باريس، وإعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام، وإحياء ذكرى إنزال النورماندي، في تهدئة استياء المواطنين.
كما لا تزال أزمة الميزانية، وارتفاع الدين العام، تشكلان تحديات كبيرة مع استمرار الحكومة في محاولة إقرار خططها المالية، وفقًا للصحيفة الفرنسية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في ظل تزايد الضغوط من شخصيات المعارضة واستياء الرأي العام، يواجه ماكرون دعوات متصاعدة للاستقالة، مبيّنة أن شخصيات بارزة، مثل: جان فرانسوا كوبيه، وديفيد ليسنارد، وهيرفي مورين، طرحت فكرة رحيله، وهو سيناريو بدأ يحظى بدعم خارج أوساط الناخبين التقليديين للأحزاب الاحتجاجية.