أثار الهجوم الذي شنه مسلحون ضد الجيش البنيني وقضى فيه 8 جنود وجُرح آخرون، تساؤلات حول دلالاته وما إذا كان يشكل نقطة تحول في مسار حرب المنطقة ضد هذه الجماعات المسلحة والإرهابية.
ولم تتبن أي جهة المسؤولية عن الهجوم الذي استهدف جيش بنين، لكن محللين ربطوه بجماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة المتشدد والتي كثفت من هجماتها مؤخرًا في محاولة لإرباك الجيوش المحلية.
وفي أوائل يناير/ كانون الثاني الماضي قتل ما لا يقل عن 28 جنديًا في هجوم تبنته جماعة نصرة الإسلام والمسلمين ضد القوات المسلحة البنينيّة التي تنشر قرابة 5 آلاف جندي على الحدود المشتركة مع جيرانها.
ويرى الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية، عمرو ديالو، أن "هذه الهجمات لا تعكس قوة الجماعات المسلحة بقدر ما تعكس الافتقار للتنسيق بين الجيوش الوطنية في منطقة الساحل الإفريقي".
وقال ديالو إن هذا الأمر "يزيد من معاناتها أمام الجماعات المسلحة خاصة تلك التي تحاول فرض نفسها رقمًا صعبًا في المعادلة الإقليمية مثل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين".
وتابع في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أن "الفترة الماضية سجلت تزايدًا في الهجمات التي تستهدف الجيش البنيني من الحدود الشمالية، ما يعطي انطباعًا أن القاعدة وداعش يسعيان إلى التسلل إلى هذا البلد من خلال النيجر أو بوركينا فاسو".
وأكد أن "على قادة جيوش المنطقة استخلاص الدروس واستئناف التنسيق لمحاصرة هذه الجماعات المسلحة التي يعد خطرها إقليميا ويتجاوز الحدود الوطنية، وذلك ممكن بمجرد تجاوز الخلافات السياسية الراهنة".
ولفت إلى أن "القاعدة من خلال جماعة نصرة الإسلام والمسلمين هي أكثر التنظيمات نشاطًا في المثلث الحدودي بين النيجر وبنين وبوركينا فاسو وبالتالي أتوقع أن تكون نصرة الإسلام والمسلمين هي التي شنت الهجوم".
ولم يتوعد جيش بنين بالرد أو غير ذلك، لكن التحديات الأمنية تتزايد في المنطقة على وقع توترات سياسية وخلافات بين دول المنطقة.
وفي وقت سابق، أعرب الرئيس البنيني باتريس تالون عن أسفه "لتدهور العلاقات مع النيجر وبوركينا فاسو وغياب التعاون الأمني معهما، ما صعّب من العمل على مكافحة الإرهاب في المنطقة".
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، محمد إدريس: "تحاول الجماعات المسلحة استغلال التوترات السياسية وتدهور العلاقات بين دول المنطقة حيث يسمح ذلك بثغرات تقوم هذه الجماعات باستغلالها لضرب أهداف دقيقة للغاية".
وأضاف إدريس في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أن "المأزق الأمني في الساحل الإفريقي سيتفاقم إذا ما استمرت هذه الخلافات السياسية، خاصة أن التنظيمات الإرهابية لديها قدرة غير مألوفة على التخفي والتأقلم مع مختلف الظروف السياسية والعسكرية".
