غارات إسرائيلية على محيط مدينة الهرمل شرقي لبنان

logo
العالم
خاص

فراغ السفارات يهز واشنطن.. تحذير من أخطر "شلل دبلوماسي" في تاريخ أمريكا

الرئيس الأمريكي دونالد ترامبالمصدر: رويترز

عشية عيد الميلاد، وقبيل مغادرتهم العاصمة  واشنطن لقضاء إجازة العيد ونهاية العام مع عائلاتهم في مدنهم وولاياتهم، وجّه ثمانية من الأعضاء الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ رسالة مشتركة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حذروا فيها من حالة فراغ دبلوماسي أمريكي غير مسبوقة في سفارات الولايات المتحدة، في تطور وصفوه بأنه الأخطر في تاريخ الدبلوماسية الأمريكية الحديثة الممتد لأكثر من قرن بقليل.

وأوضح الأعضاء الديمقراطيون في تصريحات "لإرم نيوز" أن دافع هذا التحرك الجماعي من شيوخ اللجنة يعود بالدرجة الأولى إلى وجود عدد كبير من المناصب الدبلوماسية الرفيعة في السفارات الأمريكية حول العالم في حالة شغور كامل، منذ تسلم الرئيس  ترامب منصبه في العشرين من يناير/ كانون الأول من العام الحالي.

وأشاروا إلى أن هذا الفراغ الدبلوماسي يشمل نحو مئة منصب دبلوماسي رفيع، ما انعكس سلبًا على الحضور والانتشار الدبلوماسي الأمريكي في عدد واسع من الدول.

وأكد الأعضاء الديمقراطيون لـ"إرم نيوز" أنه من الطبيعي أن يشهد السلك الدبلوماسي عمليات استبدال مع كل تغيير في قمة الهرم الرئاسي في البيت الأبيض، إلا أن الاختلاف هذه المرة يكمن في سلسلة من الإجراءات التي جرى اعتمادها بشكل متتالٍ، وأدت إلى انسحاب طوعي لبعض الدبلوماسيين وتسريح آخرين، وهو ما أوجد وضعًا وصفوه بالمقلق بشأن الانتشار الدبلوماسي الأمريكي في مختلف أنحاء العالم.

وأضاف المتحدثون أن المشهد ازداد تعقيدًا بعد القرار الأخير للبيت الأبيض بإنهاء مهام ثلاثين دبلوماسيًا في عدد من الدول المحورية بالنسبة للولايات المتحدة، بحجة أن الإدارة الحالية ترغب في دبلوماسيين يتناغمون مع توجهاتها السياسية القائمة على مبدأ "أمريكا أولا".

"دبلوماسيو بايدن"

يقول قادة ديمقراطيون من خارج مبنى  الكابيتول إن التسريح الجماعي في الموجة الأخيرة جرى على أساس أن هذه المجموعة من الدبلوماسيين كانت قد عيّنت من قبل الإدارة السابقة، مع وجود تقييم يفيد بأن توجهاتها لا تتفق في الغالب مع سياسات إدارة الرئيس ترامب، سواء في كيفية إدارة العلاقات الثنائية مع تلك الدول أو في آليات تحقيق المصالح الأمريكية هناك.

وقبل هذه الخطوة، يشير القادة الديمقراطيون إلى أن خلافات عميقة كانت قائمة حول أسماء اقترحها فريق ترامب لشغل مناصب سفراء، وهي أسماء أثارت تحفظات لدى الشيوخ الديمقراطيين في الغرفة الثانية، كما كان الحال أيضا مع بعض التعيينات التي واجهت معارضة قوية من أعضاء جمهوريين.

وفي المقابل، يقول قادة جمهوريون لـ"إرم نيوز" إن هذه الآلية في تعيين السفراء دفعت الديمقراطيين إلى تعطيل عدد كبير من التعيينات لدبلوماسيين في دول محورية، لأسباب سياسية بالدرجة الأولى، وفي بعض الأحيان بهدف ممارسة ضغوط على الإدارة ردًّا على سياسات معينة في الداخل.

وأوضح القادة الجمهوريون لـ"إرم نيوز" أن الديمقراطيين الذين يتحدثون حاليا عن حالة الفراغ الدبلوماسي يتحملون مسؤولية تعطيل الكثير من تعيينات الرئيس ترامب، ليس فقط على مستوى السلك الدبلوماسي، بل أيضا في عدد كبير من المناصب التي تتطلب مصادقة مجلس الشيوخ لتولي أصحابها مهامهم في الوكالات والمؤسسات الفيدرالية داخل البلاد وخارجها.

ومن جانبهم، يقول قادة ديمقراطيون إن حالة الفراغ التي تشهدها السفارات الأمريكية في الوقت الحاضر من شأنها أن تخلق غيابًا أمريكيًّا عن رعاية المصالح الأمريكية، لا سيما في الدول التي تشهد منافسة أمريكية صينية أو أمريكية روسية.

ويوضح القادة الديمقراطيون أن قرارات الإدارة بإنهاء مهام عشرات السفراء لم يصاحبها أي تعيينات بديلة، وهو وضع لا ينبغي أن يستمر طويلا، ويحتاج إلى معالجات سريعة من قبل البيت الأبيض ووزارة الخارجية.

ويرد القادة الجمهوريون على تحفظات وتحذيرات الديمقراطيين بالتأكيد على أن من حق الرئيس ترامب اختيار الدبلوماسيين الذين يتفقون مع سياساته وأولويات إدارته الإقليمية والدولية، معتبرين أن على الديمقراطيين من جانبهم المساهمة في تجاوز حالة الفراغ الحالية عبر تسريع إجراءات المصادقات المؤجلة في مجلس الشيوخ، لعدد كبير من تعيينات الرئيس ترامب منذ توليه الرئاسة قبل قرابة عام من الآن.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

من أجل "أمريكا أولا".. إدارة ترامب تستدعي 48 سفيرا عينهم بايدن

مبعوثون رئاسيون 

يوضح الجمهوريون أن الرئيس ترامب، وأمام ضغط الوقت في بعض الملفات الساخنة، اختار مسارًا بديلًا عن آلية التعيينات التقليدية، وذلك في عدد من القضايا الحساسة، من خلال اللجوء إلى خيار تعيين مبعوثين رئاسيين خاصين. 

ويأتي ذلك كما حدث مع السفير توم باراك، الذي عينه ترامب مبعوثًا رئاسيًا إلى سوريًا ولبنان، وكذلك رجل الأعمال ستيف ويتكوف مبعوثًا إلى أوكرانيا والشرق الأوسط، وأخيرا مارك سافايا مبعوثًا رئاسيًا إلى العراق.

ويشير الجمهوريون إلى أن هناك ملفات لا تحتمل التأجيل أو الانتظار، خصوصا في مناطق حساسة أو متوترة، وأنه تجنبًا للإجراءات الطويلة والمعقدة، كان الخيار داخل البيت الأبيض هو الاعتماد على فكرة المبعوثين الرئاسيين بدلا عن السفراء التقليديين.

ويهدف هذا التوجه، بحسب القادة الجمهوريين، إلى تفادي مواجهات طويلة مع المشرعين في الكونغرس للحصول على المصادقات المطلوبة، وتجنبًا أيضا لجلسات الاستماع المطولة للمرشحين، والتي باتت كما يقولون، مناسبة لإظهار الذكاء السياسي أكثر منها لمعالجة أهلية الشخصيات المعينة للمهام التي كلفها بها الرئيس.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC