logo
العالم

صواريخ نووية في قلب أوروبا.. ماذا يريد بوتين من بيلاروسيا؟

الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في تدريبات سابقةالمصدر: (أ ب)

في خطوة تحمل رسائل مباشرة إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو عن تحديث جديد بشأن نشر الأسلحة النووية الروسية على الأراضي البيلاروسية، مؤكداً استمرار التنسيق العسكري مع موسكو وتطوير منظومات ردع قادرة على مواجهة ما وصفه بـ"التهديدات المتنامية" من الغرب.

وقال لوكاشينكو، أحد أقرب حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن مسألة إعادة نشر الأسلحة النووية التكتيكية إلى بيلاروسيا "باتت أمراً منتهياً"، مشيراً إلى أن بلاده تمتلك تفاهماً كاملاً مع موسكو حول إبقاء الأنظمة الروسية المتطورة في حالة استعداد قتالي دائم.

وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء البيلاروسية "بيلتا": "الناتو يزيد من تسليحه وتعبئته على حدودنا، ولا يمكننا تجاهل ذلك. نحن لا نهدد أحداً، لكننا مستعدون للدفاع عن كل شبر من أرضنا".

تطور خطير في معادلات الردع

بدأت القصة في مارس/آذار 2023 حين أعلنت روسيا للمرة الأولى نيتها نشر أسلحة نووية تكتيكية لدى بيلاروسيا بطلب من مينسك. 

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

"توافق في المواقف".. زيلينسكي يطلع قادة أوروبا والناتو على مستجدات خطة السلام

وبعد عام، أكد لوكاشينكو وصول عشرات الرؤوس الحربية، في إطار تفعيل "دولة الاتحاد" بين البلدين التي دخلت حيّز التنفيذ عام 2025.

وتنص اتفاقيات الاتحاد على استخدام هذه الأسلحة فقط كحل أخير، غير أن مجرد وجودها على حدود الناتو الشرقية يمثل تحولا في ميزان القوة النووية داخل أوروبا.

منظومة جديدة ترفع مستوى التهديد

كشف لوكاشينكو عن أن منظومة صواريخ "أوريشنيك" الباليستية الروسية متوسطة المدى ستدخل الخدمة القتالية خلال ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع نشرها في مواقع متعددة داخل البلاد. 

وتتميز هذه المنظومة بقدرتها على حمل رؤوس تقليدية ونووية، وقد ظهرت للمرة الأولى خلال غارة روسية على دنيبرو الأوكرانية عام 2024.

أخبار ذات علاقة

جندي بولندي على متن دبابة مدرعة بينما يرفرف علم الناتو

مع ضغوط ترامب.. هل ينجح الاتحاد الأوروبي في تأسيس جيش بديل لـ"الناتو"؟

وأوضح الرئيس البيلاروسي أن بلاده استبدلت جزءاً من ترسانتها النووية بأخرى "أحدث وأكثر جهوزية"، مضيفاً: "نتدرب على استخدامها من الطائرات والصواريخ، ولا نخفي ذلك. الصيانة مكلفة، وروسيا تساعدنا".

تدريبات مشتركة ورسائل متبادلة

شهد سبتمبر الماضي مناورات "زاباد 2025" الروسية–البيلاروسية، والتي تضمنت محاكاة ضربات نووية غير استراتيجية بمشاركة نحو 30 ألف جندي، وفق تقديرات استخبارات ليتوانية. 

وردت بولندا بتدريبات "المدافع الحديدي" بالحجم نفسه تقريباً، في رسالة مضادة إلى موسكو ومينسك.

وصف رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك المناورات البيلاروسية بأنها "عدوانية للغاية"، بينما اعتبرت وارسو أن روسيا تحاول "اختبار جاهزية" حلف الناتو.

استخدم لوكاشينكو نبرة تصعيدية بتذكير تاريخي مثير، قائلاً: "هل علي أن أجلس وأنتظرهم ليأتوا ويغتصبوا نساءنا ويقتلوا أطفالنا كما فعلوا في عام 1941؟".

من جهته، قال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي إن بلاده لجأت إلى مشاورات الناتو بموجب المادة 4؛ ما دفع الحلف إلى إطلاق عملية "الحارس الشرقي" لتعزيز الردع في شرقه.

ومع جاهزية صواريخ "أوريشنيك" ونشر رؤوس نووية تكتيكية بالفعل، يواجه الناتو معادلة أمنية أكثر تعقيداً.

 خيارات الحلف قد تشمل تعزيز الانتشار العسكري على الحدود الشرقية، وزيادة الجهود الاستخباراتية والمراقبة، وتوسيع آليات التشاور داخل الناتو، وتطوير قدرات الردع النووي المضاد.

يبقى أن هذا التصعيد النووي، الذي يجري على أعتاب دول الاتحاد الأوروبي، يرفع منسوب المخاطر في واحدة من أكثر الجبهات حساسية في الجغرافيا الأوروبية، حيث يمكن لأي سوء تقدير أن يقود إلى سيناريوهات يصعب احتواؤها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC