حزب الله: تحرك مجلس الوزراء اللبناني بشأن خطة الجيش فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل
بينما تدخل محاكمة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في قضية "تمويل القذافي" أسبوعها السابع، سقط تسجيل صوتي من العدم، ليُعيد خلط الأوراق في واحدة من أكثر المحاكمات السياسية إثارة للجدل في فرنسا.
ووصل ملف صوتي غامض إلى محامي الدفاع عن ساركوزي، عبر بريد إلكتروني مجهول، يحمل وعدًا بكشف الحقيقة، لكنه أثار شكوك النيابة الوطنية المالية، التي سارعت إلى وصفه بأنه "مناورة غير نزيهة" قد تخفي وراءها "تلاعبًا محتملًا".
هذا التسجيل، الذي قُدم خلال الجلسة 19 من المحاكمة، جاء كقنبلة موقوتة في سياق تحقيقات مشحونة بالاتهامات، حيث تدور القضية حول مزاعم تلقي ساركوزي تمويلًا غير مشروع من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لحملته الرئاسية عام 2007.
وتساءلت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية حول ما إذا سيكون هذا التسجيل نقطة تحول في القضية، أم مجرد محاولة يائسة لإنقاذ الرئيس السابق من مأزقه القضائي.
وترفض النيابة الاعتراف بمصداقية التسجيل، فيما تطالب هيئة الدفاع بإجراء خبرة تقنية.
وفي المقابل، تأخر ساركوزي لأول مرة عن الجلسة، في مشهد يزيد من تعقيد المحاكمة.
ومع ذلك، تبقى التساؤلات قائمة: من يقف وراء هذا التسجيل؟ ولماذا ظهر في هذا التوقيت؟
ويُزعم أن التسجيل لمحادثة بين نيكولا ساركوزي ومعمر القذافي، ووصل بشكل مجهول إلى محامي الرئيس الفرنسي السابق.
وقدمت هيئة الدفاع بريدًا إلكترونيًّا تلقّاه المحامي كريستوف إنجران قبل شهر، لكنه لم يفصح عنه حتى الآن، وفي هذا البريد، يخاطبه مرسل مجهول الهوية عبر عنوان إلكتروني غير قابل للتتبع، قائلًا إنه يمتلك "معلومات حساسة ومهمة للغاية قد تفيد موكله".
وأضاف أن هناك شخصًا قادرًا على إثبات أن "المذكرة الشهيرة التي نشرها موقع ميديابارت" – والتي تزعم أن القذافي وعد في عام 2005 بتقديم 50 مليون يورو لدعم ترشح ساركوزي للرئاسة – ليست سوى تزوير.
وأنهى كاتب البريد رسالته بجملة غامضة: "ما هو مؤكد، هو أنه بريء"، ما دفع النيابة للتشكيك في مصداقية الأمر، ووصفه بـ"مناورة غير نزيهة".
واعتبرت مجلة "ماريان" الفرنسية، التسجيل الذي قدمته هيئة دفاع ساركوزي، يوم الاثنين، بأنه لا يحمل "أي قيمة"، وفقًا للنيابة الوطنية المالية (PNF).
ويوم الأربعاء، ذهبت النيابة إلى حد وصفه بأنه "مناورة غير نزيهة" قد تنطوي على "تلاعب محتمل"؛ مما أثار غضب هيئة الدفاع التي طالبت بإجراء خبرة تقنية للتحقق من صحته، بحسب المجلة.
وفي الجلسة الأخيرة من محاكمته، تقدم ساركوزي إلى منصة الشهود بأسلوبه المعتاد، يتأرجح بخطواته المميزة، يبدل ثقله من قدم إلى أخرى، ويسير بخط مستقيم لكن بطريقة جانبية أقرب إلى حركة السلطعون.
وبحركة سريعة، استقر أمام الميكروفون، معدّلًا زر سترته بحركة موجية لكتفيه، وكأنه يريد التأكيد للحضور: "أنا هنا بالفعل".
ولأول مرة منذ 6 يناير/كانون الثاني الماضي، تأخر ساركوزي عن الجلسة، إذ لم يكن حاضرًا عندما حاول وزير الداخلية في عهده السابق، كلود غيان، على مدى ساعة كاملة، إقناع المحكمة بحسن نيته في صفقة بيع لوحتين فلامنديتين مقابل 500 ألف يورو لمشترٍ ماليزي غامض.
لكن القضاة لم ينهوا بعد هذا الفصل المثير للجدل، إذ من المتوقع أن يستكمل النقاش حوله اليوم الخميس، نظرًا لما يحمله من تناقضات مربكة.
ويحضر كلود غيان الجلسات بقدرة قضائية محدودة؛ نظرًا لحالته الصحية المتدهورة وسنه المتقدم، إذ تجاوز الثمانين عامًا.
وسمح له الأطباء بحضور الجلسات لمدة ساعة يوميًّا كحد أقصى، وهو ما تراقبه رئيسة الجلسة بدقة.
ورغم إجاباته الحذرة ونبرة الإرهاق التي ترافقه، إلا أنه كان أكثر حدة يوم أمس الأربعاء، حيث أصبحت سمعته على المحك: لماذا قبل هذا المسؤول البيروقراطي الصارم، المعروف بتفانيه في خدمة الدولة، مبلغ 500 ألف يورو من القذافي؟
تقول الإجابة التي قدمها: "لشراء شقة فاخرة في شارع ويبر بالدائرة 16 في باريس"، بحسب صحيفة "لوموند".