تقارير صينية: سفينتان حربيتان من كندا وأستراليا تعبران مضيق تايوان
تشهد توغو، الواقعة في غرب إفريقيا، حالة من الغليان السياسي والاجتماعي بعد اندلاع احتجاجات شعبية واسعة النطاق تطالب برحيل الرئيس فور غناسينغبي، عقب تمرير تعديل دستوري مثير للجدل يسمح له بالبقاء في السلطة لولاية جديدة، بعد نحو عقدين من توليه الحكم خلفًا لوالده.
وأسفرت المواجهات التي شهدتها الأيام الأخيرة عن مقتل ما لا يقل عن 3 أشخاص وإصابة عشرات آخرين، مما أثار مخاوف محلية وإقليمية من انزلاق البلاد نحو الفوضى، في منطقة تعرف أصلًا باضطرابات سياسية وهجمات متكررة للجماعات المسلحة.
ورغم تحركات السلطات لاعتبار المظاهرات "غير قانونية" وتبرير عمليات القمع التي طالت المشاركين، تواصلت الاحتجاجات، واندلعت مجددًا، يوم الاثنين، في شمال العاصمة لومي، حيث تحدثت تقارير عن وقوع اشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين، أُصيب على إثرها عدد من المتظاهرين.
سيناريو الفوضى والانقلاب
المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، قاسم كايتا، رأى في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن توغو تتجه نحو "فوضى محتملة ومتوقعة"، معتبرًا أن تشبث الرئيس غناسينغبي بالسلطة رغم الرفض الشعبي المتزايد، بما في ذلك من أوساط فنية وثقافية ونخب فكرية، يُنذر بانفجار سياسي.
وأوضح كايتا أن منطقة غرب إفريقيا تشهد حاليًّا موجة من الانقلابات العسكرية، وقد تتحول الاضطرابات الحالية إلى بوابة لانقلاب جديد في حال استمر النظام في تجاهل مطالب الشارع. لكنه أشار في المقابل إلى أن مغادرة الرئيس السلطة بشكل سلمي مع التراجع عن التعديل الدستوري الأخير، قد تمثل مخرجًا يُجنب البلاد المزيد من التصعيد.
وفي محاولة لاحتواء التظاهرات والحد من انتشارها إلى مدن أخرى، لجأت السلطات إلى قطع التيار الكهربائي وخدمة الإنترنت، وهي إجراءات اعتبرها مراقبون دليلاً على قلق النظام من اتساع رقعة الاحتجاجات.
وفي هذا السياق، أكد المحلل السياسي محمد إدريس، لـ"إرم نيوز"، أن الحراك الشعبي في توغو "مشروع ويعبر عن إرادة واضحة لإنهاء نظام آل غناسينغبي"، لكنه حذّر من خطر استغلاله من قبل قوى أجنبية ذات مصالح في المنطقة، خاصة في ظل تنامي المخاوف من وقوع انقلاب عسكري مماثل لما شهدته دول مجاورة.
وأضاف إدريس، أن "هناك قلقًا حقيقيًّا من أن تستغل أطراف إقليمية ودولية هذه الاضطرابات لدفع توغو نحو تغيير خشن للسلطة"، وفق وصفه، معتبرًا أن تكرار سيناريوهات الانقلابات التي شهدتها دول الساحل قد يفتح الباب أمام تصفية حسابات سياسية تحت غطاء شعبي.
