logo
العالم

"اختراق الحرّاس".. كيف فتحت إيران أبوابها لإسرائيل من الداخل؟

"اختراق الحرّاس".. كيف فتحت إيران أبوابها لإسرائيل من الداخل؟
استهداف قادة إيرانالمصدر: نيويورك تايمز
30 أغسطس 2025، 5:05 م

خلال الحرب التي اندلعت في يونيو الماضي بين إيران وإسرائيل، كشفت إسرائيل عن قدرةٍ غير مسبوقة على استهداف كبار المسؤولين الإيرانيين والعلماء النوويين، ليس من خلال المواجهة المباشرة، بل عبر استغلال نقطة ضعفٍ بعيدة عن الأعين "حراس الشخصيات المهمة واستخدامهم للهواتف المحمولة".

في يونيو، اجتمع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في ملجأٍ تحت جبلٍ غربي  طهران لمناقشة الاستراتيجية الوطنية وسط حملة القصف الإسرائيلي المكثف على مواقع عسكرية ونووية وحكومية، وكان الحاضرون من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين، الذين حرصوا على عدم حمل هواتفهم المحمولة لتجنب التعقب، لكن الاختراق جاء من خارجه؛ فالهواتف المحمولة لحراسهم الشخصيين كانت السبيل الذي استخدمته إسرائيل لتحديد الموقع وتنفيذ الضربات بدقة، ليُسفر الهجوم عن مقتل بعض الحراس، بينما نجا المسؤولون من القصف المباشر.

أخبار ذات علاقة

عباس عراقجي

عراقجي يكشف تفاصيل مثيرة عن اليورانيوم الإيراني بعد الضربات الأمريكية

 التقارير تُشير إلى أن الاعتماد الطويل على الهواتف الذكية بين حراس الشخصيات، واستخدامهم وسائل التواصل الاجتماعي، كان السبب الرئيس في كشْف المواقع الحساسة، وهذا الفشل الأمني أسهم في نجاح إسرائيل في تنفيذ سلسلة اغتيالاتٍ استهدفت 13 عالمًا نوويًا و30 قائدًا عسكريًا بارزًا خلال أيام الحرب الاثني عشر.

ووفقًا لثلاثة مسؤولين أمنيين إسرائيليين، فإن إسرائيل ركَّزت على برامج استخباراتية متعددة، بما فيها برنامج "مجموعة الأسلحة" لاستهداف العلماء النوويين العاملين على تطوير قدرات إيران النووية، و"عملية الزفاف الأحمر" لاستهداف القادة العسكريين البارزين، مع الاعتماد المكثَّف على الأقمار الاصطناعية وتقنيات جمع البيانات الإلكترونية لتحديد أماكن الاجتماعات الحساسة.

وهذه العمليات شكَّلت صدمةً للأجهزة الإيرانية؛ ما دفعها إلى تشديد الإجراءات الأمنية ومنع استخدام الهواتف المحمولة حتى من قِبَل كبار القادة والعلماء، والاكتفاء بالمعدات اللاسلكية للاتصالات بين الحراس، مع فرض رقابةٍ مشددة على أي نشاطٍ للهواتف الذكية، ومع ذلك، فإن خرقًا واحدًا لهذه القواعد أتاح لإسرائيل تنفيذ ضربتها على اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي في 16 يونيو؛ ما أبرز هشاشة الإجراءات حتى في أعلى مستويات القيادة الإيرانية.

أخبار ذات علاقة

صورة لخامنئي مع استعراض أسلحة

بين شبح الضربات وضغط الشارع.. "التحدي النووي" يربك حسابات القيادة الإيرانية

 وبحسب مُراقبين فإنه وإلى جانب الأثر العسكري، شكَّلت هذه العمليات اختبارًا لقدرة إيران على حماية النخبة الحاكمة، وكشفت مدى اعتماد الأمن على البشر والتكنولوجيا معًا؛ إذ إن خطأً صغيرًا في استخدام الهاتف كان كافيًا لتغيير موازين القوة، وقد دفعت هذه الخروقات طهران إلى مراجعةٍ شاملة لأنظمتها الأمنية والاستخباراتية، وإطلاق حملة اعتقالاتٍ واسعة للمتّهمين بالتجسُّس لمصلحة إسرائيل، بما في ذلك مسؤولون في الجيش والاستخبارات والحكومة.

من جهة أخرى فإن الضربات الإسرائيلية أعادت تشكيل الخارطة القيادية للحرس الثوري والجيش الإيراني، وأظهرت كيف يُمكن للتكنولوجيا الدقيقة والاستخبارات الذكية أن تلعب دورًا أكبر من القوة العسكرية التقليدية في الصراعات المعقدة، كما أبرزت هذه الأحداث الهشاشة المستمرة في بروتوكولات الحماية الإيرانية، مما جعل تعزيز الإجراءات الأمنية والإشراف المباشر على النخبة هدفًا استراتيجيًا عاجلاً للقيادة الإيرانية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC