بعد انتهاء الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في العاصمة الإيطالية روما، تتجه الأنظار مجددًا نحو مساعي سلطنة عُمان بهدف تقريب وجهات النظر والدعوة لجولة جديدة (سادسة) بهدف التوصل إلى اتفاق نووي.
لكن المؤشرات بحسب الخبراء الإيرانيين لا تبشر بقرب التوصل إلى اتفاق في ظل وجود عقبات أساسية تعرقل التفاهم بين طهران وواشنطن.
وبحسب الخبيرة في العلاقات الدولية في مركز الدراسات الإستراتيجية في طهران، عفیفة عابدي، فإن الخطة التي طرحتها سلطنة عُمان بشأن البرنامج النووي الإيراني تخضع، حاليًا، للدراسة في كل من العاصمتين طهران وواشنطن، مشددة على أن فرص التوصل إلى اتفاق خلال الجولة المقبلة من المفاوضات "ضئيلة جدًا".
وأضافت عابدي، المديرة المسؤولة لوكالة "إيرانویو24"، أن "السيناريو الأكثر تفاؤلًا، حاليًا، يشير إلى أن الجانبين، الإيراني والأمريكي، ربما يحتاجان إلى عقد جلسة أو أكثر لاستكمال التعديلات المقترحة على خطة عُمان".
وردًا على سؤال حول طبيعة الاتفاق المحتمل، أوضحت عابدي أن "أي اتفاق يجب وصفه بدقة، سواء أكان مؤقتًا أم دائمًا، قصير الأمد أو طويل الأمد"، مشيرة إلى أن "اتفاق العام 2015 (خطة العمل المشتركة) كان أيضًا اتفاقًا مؤقتًا بمدة محددة".
وأوضحت أن "مستوى الثقة المتدني بين الطرفين، يجعل من المرجح أن يكون الاتفاق المقبل – إذا تم التوصل إليه – قائمًا على آلية تنفيذ معقدة، وجدولة زمنية قصيرة الأمد، وبشكل تدريجي خطوة بخطوة".
وشددت عابدی في ختام حديثها على موقف طهران الثابت بأن إيران "لم تسعَ يومًا لامتلاك السلاح النووي، ولن تسعى إليه أبدًا"، واصفة ذلك بأنه "تعهد دائم لا رجعة عنه".
وفي سياق متصل، كشف مصدر مقرب من فريق التفاوض النووي الإيراني لـ"إرم نيوز"، أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قرب التوصل إلى اتفاق مع إيران، كلام "غامض ومربك، ولا يحمل أي معنى منطقي لاتفاق فعلي".
وبحسب المصدر، فإن "ترامب تحدث عن اتفاق محتمل مع إيران، لكنه قال إنه يريد وثيقة قوية جدًا، مع تفتيش صارم، وصرح أنه لا يثق بأحد، ويريد القدرة على إدخال المفتشين، وأخذ ما يريد وتفجير ما يريد، شريطة ألا يُقتل أحدًا! يمكننا مثلًا تفجير مختبر بشرط ألا يكون فيه أحد".
وتساءل: "هل هذا يُسمى اتفاقًا؟"، مستطردًا بالقول: "ترامب بهذا الأسلوب لا يضلل فقط المتابعين، بل يربك المحللين، ويضع الجميع في حالة من عدم الفهم الكامل لمعنى تصريحاته".
واعتبر المصدر بأن تصريحات ترامب الأخيرة تكشف عن خلط واضح بين الحلول الدبلوماسية والتهديدات العسكرية، متسائلًا عن مدى جدية الولايات المتحدة في العودة إلى التفاوض الحقيقي إذا كان الخطاب السياسي لا يزال بهذه النبرة غير المتزنة.