أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تشكيل تحالف دولي يهدف إلى التصدي للهيمنة الصينية في مجال العناصر الأرضية النادرة وتطوير قطاع الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، من خلال مبادرة "باكس سيليكا" الاستراتيجية.
واسم "باكس سيليكا - Pax Silica" مشتق من الكلمة اللاتينية "pax"، التي تعني السلام والاستقرار والازدهار طويل الأمد، أما "Silica" فهي المادة التي تُصفّى لتتحوّل إلى السيليكون، أحد العناصر الكيميائية الأساسية في تصنيع الرقائق الإلكترونية التي تمكّن تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويشارك في هذا التحالف، وفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية، اليابان، وكوريا الجنوبية، وسنغافورة، وهولندا، والمملكة المتحدة، وإسرائيل، والإمارات، وأستراليا.
وتضم هذه الدول أهم الشركات والمستثمرين الذين يحركون سلسلة توريد الذكاء الاصطناعي العالمية، بحسب الخارجية الأمريكية.
وكشفت الخارجية الأمريكية في بيان، أن "باكس سيليكا"، هي مبادرة استراتيجية تقودها الولايات المتحدة بهدف بناء سلسلة توريد آمنة ومزدهرة وموجّهة بالابتكار، في مجال السيليكون، من المعادن والمواد الخام الحيوية ومدخلات الطاقة، وصولاً إلى التصنيع المتقدم، وأشباه الموصلات، وبنية الذكاء الاصطناعي التحتية، واللوجستيات.
وذكرت أن المبادرة تستند إلى "تعاون عميق مع الحلفاء الموثوقين"، وتهدف إلى "حماية المواد والقدرات الأساسية للذكاء الاصطناعي، وضمان قدرة الدول المتحالفة على تطوير ونشر التقنيات التحويلية على نطاق واسع".
وقال جاكوب هيلبرغ، وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون الاقتصادية، إن "الإعلان يمهد الطريق للبحث والتطوير المشترك، والتصنيع، وتطوير البنية التحتية بهدف منافسة مبادرة الحزام والطريق الصينية".
وبحسب تقرير لموقع "بوليتيكو"، يأتي هذا التحرك استجابةً لسيطرة الصين شبه الكاملة على المعادن الأرضية النادرة، والتي تعد حيوية للتطبيقات العسكرية والمدنية، إضافة إلى استثماراتها المكثفة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية، ما يمنحها ميزة تنافسية في الاقتصاد العالمي.
مارست بكين هيمنتها على المعادن الحيوية من خلال قيود التصدير، ردًّا على تعريفات الجمركية الأمريكية السابقة، مما أثار قلق واشنطن بشأن الأمان الصناعي والاقتصادي.
ويشير هيلبرغ إلى أن هذا التحالف يهدف إلى توحيد السياسات الاقتصادية والأمنية بين الدول المشاركة: "إنها سياسة صناعية لتحالف أمني اقتصادي، ومن خلال توحيد مناهجنا، يمكننا البدء في تحقيق التماسك اللازم لعرقلة مبادرة الحزام والطريق الصينية، ومنع الصين من السيطرة على الموانئ والممرات اللوجستية الحيوية".
كما ستعكف الدول الأعضاء على مواءمة ضوابط التصدير، وفحص الاستثمارات الأجنبية، ومعالجة الإغراق التجاري، في إطار أجندة استباقية لضمان أمن سلاسل التوريد العالمية.
سيُدشَّن التحالف عبر قمة "باكس سيليكا" التي تنظمها واشنطن ليوم واحد، بمشاركة مسؤولين من الاتحاد الأوروبي، كندا، هولندا، والإمارات العربية المتحدة.
وستركز القمة على مجالات التعاون في التصنيع المتقدم، تكرير المعادن الحيوية، والخدمات اللوجستية.
وقال هيلبرغ: "هذه المجموعة من الدول بالنسبة لعصر الذكاء الاصطناعي بمثابة مجموعة السبع بالنسبة للعصر الصناعي؛ إنها تلزمنا بالتعاون على حماية نقاط الاختناق في نظام سلسلة التوريد العالمي، وتعزيز تنافسية اقتصاداتنا مقابل الهيمنة الصينية".
ويؤكد المسؤولون أن الهدف طويل المدى هو توسيع التحالف ليشمل المزيد من الحلفاء والشركاء الذين يمتلكون موارد استراتيجية وتكنولوجية، مع التركيز على تعزيز البحث والابتكار المشترك، وتطوير بنية تحتية تنافسية، وتوفير بدائل للمعادن الحيوية التي تهيمن عليها الصين.