وضع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ملف الهجرة وترحيل المهاجرين على رأس برنامجه الانتخابي.
وعقب الفوز على المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، كانت عبارة "سنصلح حدودنا" في صدارة "خطاب النصر" في فلوريدا.
وقال خبراء في تصريحات لـ "إرم نيوز"، إن من بين الإجراءات المتوقعة لتعامل ترامب مع هذا الملف التقدم بطلب إلى الكونغرس، لتوفير تمويل عاجل لاستكمال بناء جدار المكسيك.
كما سيعمل ترامب، وفق الخبراء، على إنشاء نقاط مراقبة محكمة على الحدود، فضلا عن تخصيص حوافز مالية ضخمة للدول المجاورة للولايات المتحدة، مقابل عدم السماح بعبور المهاجرين إلى أمريكا.
يؤكد الخبير في السياسات الأمريكية، النائب التنفيذي لرئيس جامعة سانت فيتست الأمريكية الدكتور عابد الكشك، أن ترامب سوف يعتمد على سياسات صارمة دون أي تخبط، تجاه ملف الهجرة.
وقال إن من أبرز الإجراءات المنتظرة السير في بناء الجدار مع المكسيك على الحدود، بقدر المستطاع، لإثبات وجود الأجهزة الفيدرالية بشكل أكثر قوة مما كانت عليه في سنوات الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
وبين الكشك أن من بين الإجراءات المنتظرة في هذا الملف أيضا، وضع منهج لمراحل وعمليات الترحيل التي ستنشط وقد يتم بعض منها، طبقا لظروف كل مهاجر غير شرعي، وقد لا يتم بعضها بسبب المواقف القضائية في محاكم ببعض من الولايات الأمريكية.
وذكر الكشك أن الحدود الأمريكية سيكون لها وضعية مختلفة، وأن طريقة التعامل مع المهاجرين ستكون بشكل صارم أكثر مما كان عليه الأمر في ظل أن مواجهة الهجرة جاءت في صدارة الوعود الانتخابية لترامب.
واستكمل الكشك بأن هناك نقطة مهمة تتعلق بالتعامل مع ملف الهجرة من جانب ترامب وهي أن هذه ليست أول ولاية له يستهدف فيها ملف الهجرة، حيث لم يحقق في ولايته الماضية ما وعد به، من إنشاء حدود صارمة وعدم دخول المهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة، ولكن هذه المرة، وقف على الكثير من الأبعاد التي ستجعل تعامله مع هذا الملف مختلفا عن ولايته الماضية.
ونبه الكشك إلى أن عملية ترحيل المهاجرين تتطلب تناسقا شديدا للغاية بين المؤسسات الأمريكية، وهذا أمر صعب ومكلف للغاية، ولذلك سيكون هناك تجهيز للتعامل مع الملف في أسرع وقت من جانب إدارة ترامب.
ويقول الخبير في الشأن الأمريكي، ألداه يعقوب، إن ترامب سيتعامل بشكل خاص وقوي مع ملف الهجرة والحدود، وسط توقعات تدور في هذا الصدد، عبر ضربة بداية تكمن في طلب إلى الكونغرس الذي يمتلك فيه الأغلبية حتى الآن في ظل تقدم الجمهوريين، بتوفير تمويلات ضخمة عبر حزم فورية، لمواصلة بناء جدار المكسيك وإحكام المراقبة القوية على المهاجرين غير الشرعيين.
وأوضح ألداه أن من أهم الإجراءات المنتظر اتباعها السير في وضع خطة عمليات ترحيل المهاجرين، فضلا عن تخصيص حوافز مالية ضخمة للدول المجاورة للولايات المتحدة، مقابل عدم السماح من جانبها بعبور المهاجرين من خلال حدودها وإبقائهم داخل هذه البلدان.
ولفت ألداه إلى أن من الإجراءات المنتظرة كذلك النشر المكثف لقوات الحرس الوطني ومن الشرطة التابعة لمؤسسات الهجرة على طول الحدود، بجانب عمليات تمشيط يومي وغارات على الحدود ومعاملة صارمة مع المهربين والمتاجرين بإدخال المهاجرين غير الشرعيين إلى أمريكا.
وأشار إلى أن ترامب سيتمسك تجاه ملف الهجرة باتباع سياسة قوية عبر إنفاق أموال ضخمة للغاية، خاصة أن هذا الأمر له اعتبارات انتخابية وأمام الدوائر التي دعمته فضلا عن أنه في صلب برنامجه الانتخابي، وبالتالي فمن المنتظر في ظل خطته، قيام الأجهزة بإجراءات قوية تخص عمليات الترحيل والتمعن في أوراق المهاجرين الذين دخلوا إلى أمريكا في الفترة الأخيرة، بجانب تنشيط دور الشرطة في عملية الملاحقة.