أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن الاتفاق النووي المبرم العام 2015 لم يكن سوى "تفاهم موقّت"، هدفه الأساسي رفع العقوبات مقابل التزامات إيرانية محددة بالشفافية في أنشطتها النووية.
وقال بقائي، خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي اليوم الاثنين، إنّ القرار الأممي 2231 يجب أن يُعتبر منتهياً، داعياً الأمانة العامة للأمم المتحدة إلى التعامل مع هذا الواقع الجديد في تقاريرها الرسمية.
وأضاف أنّ إيران وروسيا والصين وجّهت أمس رسالة مشتركة إلى مجلس الأمن تؤكد أنّ القرار 2231 قد انتهى فعلياً في 18 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، مشيراً إلى أنّ "المجتمع الدولي بأكثريته يرفض النهج الأمريكي والأوروبي في تفعيل آلية الزناد، التي تفتقر إلى الأساس القانوني".
وانتقد بقائي الموقف الأوروبي قائلاً: "حاولنا خلال العام الماضي إقناع الأطراف الأوروبية بأنّ تفعيل آلية الزناد لن يحسّن الأوضاع، بل سيزيدها تعقيداً، لكنهم تبعوا واشنطن في هذا المسار".
وأوضح أنّ انتهاء مفعول القرار "لا يؤثر على حقوق إيران"، مضيفاً: "بعض الامتيازات التي كانت ممنوحة لنا بموجب القرار لا تتغيّر؛ لأنّ أساس الاتفاق النووي كان تفاهماً مؤقتاً وليس اتفاقاً دائماً"، مؤكداً أن إيران ستواصل ممارسة حقوقها النووية المشروعة رغم ذلك.
وأوضح بقائي أن الحقوق المكتسبة لإيران بموجب القرار، بما في ذلك حق تخصيب اليورانيوم وتطوير الأنشطة النووية السلمية، تبقى سارية المفعول.
وأضاف أن إيران التزمت بالكامل بتعهداتها حتى العام 2019، وهو ما أكّدته 15 تقريراً رسمياً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حين أن الولايات المتحدة بانسحابها من الاتفاق عام 2018، واتباع الدول الأوروبية لنهجها، كانت هي من انتهك الاتفاق فعلياً.
وفي ما يتعلّق بالعلاقات مع روسيا، أكد المتحدث أنّ "التعاون الثنائي يتطوّر بوتيرة متصاعدة"، مشيراً إلى أنّ "الاتفاقية الشاملة الأخيرة بين البلدين أصبحت سارية المفعول، وأنّ موسكو وطهران تعتبران أنّ القرار 2231 قد انتهى رسمياً، وهو ما يفتح المجال أمام استمرار التعاون في المجالات كافة، بما فيها المجال الدفاعي".
وتطرّق بقائي إلى الأوضاع في لبنان وغزة، موضحاً أنّه منذ وقف إطلاق النار في لبنان في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 "وقعت أكثر من 5 آلاف حالة خرق للهدنة من جانب الجيش الإسرائيلي"، بينما سجّل في غزة نحو 80 انتهاكاً مماثلاً وسط صمت أمريكي مطبق".
كما أشار إلى أن "إيران تتابع بجدّية قضية المواطنة إلهام إسفندياري الموقوفة في فرنسا"، مؤكداً وجود اتصالات مع باريس بشأن تبادل محتمل للسجناء، وأنّ الجانب الفرنسي أبدى جدّية في حلّ المسألة.
وأشار إلى أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني زيارته الأخيرة إلى موسكو، وقال: "إنها تأتي في إطار التشاور المستمر بين طهران وموسكو حول التطورات الإقليمية والدولية"، مؤكداً أنّ "قنوات الاتصال بين البلدين مفتوحة في مختلف المستويات".
من جهة أخرى، أشار بقائي إلى أن طهران دعت كلاً من باكستان وأفغانستان إلى ضبط النفس بعد التوترات الأخيرة بين الجانبين، مشدداً على أن "الاستقرار الإقليمي أولوية بالنسبة لإيران، وأن أي تصعيد عسكري سيؤثر سلباً على أمن المنطقة بأسرها".