logo
العالم

"أمامك مهلة 12 يوماً".. هل دقت ساعة الحسم الأمريكية ضد بوتين؟

"أمامك مهلة 12 يوماً".. هل دقت ساعة الحسم الأمريكية ضد بوتين؟
ترامب وبوتين خلال لقاء سابقالمصدر: رويترز
30 يوليو 2025، 3:15 م

في خطوة مفاجئة تحمل دلالات تصعيدية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه قرر تقليص المهلة التي منحها سابقًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا من خمسين يومًا إلى اثني عشر فقط.

وأكد ترامب أن استمرار القصف الروسي للمدن الأوكرانية، وعدم إحراز أي تقدم نحو السلام، يجعله غير مستعد للانتظار أكثر. 

وصرح بأن الموعد النهائي لتحقيق اختراق دبلوماسي يجب أن يكون ما بين 7 و9 أغسطس/ آب، وأن خطة الرد الأمريكية ضد بوتين تشمل فرض رسوم جمركية ثانوية قد تطال الشركاء التجاريين لروسيا، قائلًا بوضوح: "نحن لا نرى أي تقدم".

ولم تكن رسالة أمريكا هذه المرة موجهة لبوتين وحده، بل إلى كل من يراهن على إطالة أمد الصراع، إذ تشمل خطة الضغط الجديدة توسيع نطاق الاستهداف السياسي والاقتصادي، وفرض قواعد أكثر صرامة على الدول التي تستمر في التعامل مع موسكو. 

في المقابل، جاء الرد الروسي ساخرًا ومشحونًا بالتحذير، حيث كتب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، إن "روسيا ليست إسرائيل أو إيران"، محذرًا من أن تكرار هذه الإنذارات قد يفتح باب الحرب المباشرة بين موسكو وأمريكا.

ومع اشتداد السباق بين المهلة المحددة والميدان المشتعل، تتجه الأنظار إلى ما يمكن أن تحققه الأيام القادمة من مفاجآت أو انكسارات.

ويبقى السؤال الأهم: هل تقود أمريكا المشهد إلى حسم مرتقب؟

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ترامب يتوعد روسيا بالمزيد من العقوبات إذا لم تنه الحرب "خلال أيام"

 تنسيق أمريكي أوروبي

ويرى الخبراء أن تقليص المهلة الأمريكية من 50 يومًا إلى 15 يومًا فقط ليس خطوة عشوائية، بل يعكس تحركًا منسقًا بين واشنطن والعواصم الأوروبية لفرض إيقاع أكثر صرامة على روسيا، في ظل تراجع ميداني حاد للقوات الأوكرانية. 

وأضاف الخبراء، لـ"إرم نيوز" أن هذا القرار جاء نتيجة شعور أوروبي بأن استمرار الانتظار قد يؤدي إلى انهيار الجبهات بالكامل، خصوصًا مع اقتراب القوات الروسية من محاصرة عشرات الآلاف من الجنود في الشرق.

وأكدوا أن التهديدات الأمريكية باتت تتركز على خنق شركاء روسيا اقتصاديًا، من خلال التلويح بعقوبات ضخمة على مستوردي نفطها، إلا أن هذه الإجراءات تبقى رمزية أكثر منها حاسمة. 

ورغم التصعيد الكلامي، يستبعد المراقبون أن تدخل واشنطن في مواجهة مباشرة مع موسكو، خاصة أن الهدف الحقيقي من المهلة الجديدة هو تأكيد السيطرة الأمريكية على القرار الأوروبي، لا فرض تسوية وشيكة للصراع.

وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأوروبية، كارزان حميد، إن تقليص المهلة ليس خطوة فردية من ترامب، بل ثمرة لاجتماعات مكثفة توجها لقاء جمعه برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر. 

خيبة أمل أمريكية 

وأضاف حميد أن الرئيس الأمريكي يشعر بـ"خيبة أمل متزايدة" من استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، خصوصًا بعد فشله – حتى الآن – في تنفيذ وعده بإنهاء الحرب خلال 24 ساعة من عودته للبيت الأبيض. 

وأكد أن ترامب أعاد الاتحاد الأوروبي بأكمله إلى دائرة النفوذ الأمريكي، وأصبحت بروكسل "تابعة تمامًا لواشنطن، شاءت أم أبت"، بينما تقف روسيا والصين على الجانب الآخر.

وأشار إلى أن ترامب ألغى مبدئيًا زيارته إلى بكين، في انتظار دعوة شخصية من الرئيس الصيني شي جين بينغ، في خطوة وصفها بأنها "رسالة سياسية مشفرة".

وتابع حميد: "أمريكا تسعى منذ عهد نيكسون لفصل أوروبا عن مصادر الطاقة الروسية، لكن ترامب – بخطوات محسوبة – بدأ في تحقيق هذا الهدف، ويعمل الآن على تجفيف الموارد الاقتصادية والعسكرية الروسية بشكل تدريجي".

نظرية الرئيس المجنون

أما عن فلسفة ترامب في إدارة الملف، فقال حميد إنها ترتكز على ما يُعرف بـ"نظرية الرئيس المجنون" التي طورها هنري كيسنجر لنكسون، وتعتمد على إطلاق مواقف غير متوقعة لردع الخصوم. 

واستدرك قائلًا: "ترامب لن يجرؤ على المساس المباشر بالأمن القومي الروسي، ليس خوفًا، بل خشية من انزلاق أمريكا إلى مواجهة عسكرية مفتوحة لا تصب في مصلحتها".

وأكد أن واشنطن لا تمتلك الكثير من الأدوات لإنهاء الحرب، باستثناء مزيد من العقوبات على روسيا وعلى شركائها التجاريين. 

وقال حميد: "لن تنتهي الحرب ببساطة، ولا بين ليلة وضحاها، إذ إن أرباح الشركات الأمريكية من استمرارها تفوق مكاسب التجارة التقليدية، ويكفي أن جلسة واحدة ضخت نحو تريليون دولار في ميزانية أمريكا، وفق شروط ترامبية تمتد لنهاية ولايته".

من جانبه، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، د. محمود الأفندي، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقليص المهلة الممنوحة لروسيا جاء تحت ضغط أوروبي متزايد، بالتزامن مع مؤشرات ميدانية خطيرة على قرب انهيار الجيش الأوكراني. 

أخبار ذات علاقة

دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين

الكرملين يعلق على تقليص ترامب مهلة وقف النار في أوكرانيا

خضوع أوروبي 

وأكد الأفندي أن ترامب خلال زيارته إلى إسكتلندا وبريطانيا، التقى كبار المسؤولين الأوروبيين، بمن فيهم رئيسة المفوضية الأوروبية أوسولا فون دير لاين، التي قدمت له معظم ما طلب في مشهد يعكس ما وصفه بالخضوع الأوروبي أمام إرادة أمريكا.

وأكد أن القلق الأوروبي ينبع من واقع أن فترة الـ 50 يومًا طويلة جدًا، وقد تسمح للجيش الروسي بإطباق الحصار على ما لا يقل عن 50 ألف جندي أوكراني في منطقتي "مردوغراد" و"بوكروفسك"، خاصة أنه إذا تم ذلك خلال أيام، فإن موسكو ستكون على أبواب نصر ميداني حاسم في إقليم دونباس.

وأشار الأفندي إلى أن ترامب يستخدم ورقة الإنذار الاقتصادي عبر التلويح بفرض رسوم جمركية تصل إلى 150% على الدول المستوردة للنفط الروسي، كوسيلة ضغط غير مباشرة على موسكو، خصوصًا تجاه دول كبرى مثل الصين والهند والبرازيل. 

ورأى أن هذه التهديدات تهدف بالأساس إلى طمأنة الأوروبيين، مقابل الحصول على تنازلات مالية ضخمة، مشددًا على أن روسيا تدرك أن هذه العقوبات المحتملة لا تطالها مباشرة، بل تستهدف شركاءها التجاريين، ما يقلل من جدواها. 

وحذر من أن تطبيقها قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات تتجاوز 150 دولارًا للبرميل، وهو ما سيُضر بالاقتصاد الأمريكي نفسه. 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC