ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
حذّر الخبراء من أن صدّ هجوم الصين على تايوان لن يكون كافيًا وحده لإنهاء الحرب، فقد ترى القيادة الصينية أن الفشل المبدئي ليس سببًا للتراجع بل حافز للاستمرار؛ ما قد يُطيل أمد الصراع ويحوّله إلى مواجهة استنزافية مفتوحة، بحسب مجلة "فورين أفيرز".
ومع تصاعد التوترات حول تايوان، ركّزت واشنطن في السنوات الأخيرة على ردع الصين عن شن الغزو، معتمدةً على استراتيجية "الردع من خلال الرفض"، التي تهدف إلى إحباط أي هجوم صيني برمجيًا وعسكريًا.
غير أن استعراض التجارب التاريخية، في حين يُظهر أن الولايات المتحدة نجحت سابقًا في دمج قوتها العسكرية لتحقيق أثر عالمي عبر حاملات الطائرات والقواعد الأمامية، فإنها تواجه اليوم تحديًا جديدًا مع صعود قدرات الصين البحرية والصاروخية، ومهما ساعدت الحلول الرخيصة والقابلة للاستنزاف (attritable systems) في منع الغزو، لكنها تظلّ غير كافية لمواجهة تحركات بكين اليومية، بما في ذلك الطائرات الحربية والعمليات البحرية المستمرة حول تايوان.
ويرى الخبراء أن تجربة أوكرانيا كشفت صعوبة فرض وقف الحرب بعد الغزو الأول، حيث نجحت كييف في منع النصر الروسي السريع لكنها لم تجبر بوتين على الانسحاب؛ ما يشير إلى احتمال مواصلة الصين للحرب رغم أي هزيمة أولية نظرًا لامتلاكها قوة صناعية هائلة وقدرة على إعادة تسليح قواتها بسرعة، في حين أن المخزون الأمريكي من الذخائر قد ينفد بسرعة في مواجهة صراع طويل.
ولذلك، يرى محللون أن الولايات المتحدة تحتاج إلى الجمع بين "الردع بالرفض" و"التهديد بالعقاب"، وهو ما يصفه بعض الخبراء بأنه "بطاقة ترامب السرية"؛ فرض تكاليف غير مقبولة على الصين عبر عمليات محددة، وحظر اقتصادي، أو ضرب البنية التحتية العسكرية الصينية، لكن تنفيذ هذه الخطوات يحمل مخاطر كبيرة، خاصة مع التحدي المعروف بـ"مفارقة جولديلوكس"، التي تتطلب أن تكون التهديدات قوية بما يكفي لإجبار الصين على الانسحاب مع تجنب إثارة أي تصعيد نووي كارثي.
من جانبه، أكد عالم السياسة، مايكل بيكلي، أن "الحرب على تايوان من المرجح أن تطول، كما حدث في معظم صراعات القوى العظمى منذ الثورة الصناعية"، مشيرًا إلى أن التاريخ يبرهن على أن الانتصارات الميدانية المبكرة لا تضمن نهاية الصراع، كما حصل في الحرب العالمية الثانية التي انتهت فقط بعد سقوط برلين واستخدام الولايات المتحدة للأسلحة النووية ضد اليابان؛ الأمر الذي يبدو خطيرًا ومستبعدًا في سياق مواجهة محتملة بين واشنطن وبكين.
ويعتقد مراقبون أن صانعي السياسات الأمريكيين يواجهون تحديًا مزدوجًا: الحفاظ على الصراع محدودًا قدر الإمكان لتوفير مخرجٍ للصين، وفي الوقت نفسه بناء قدرات ردع بالعقاب تكون حقيقية وملموسة؛ إذ إن الافتقار لخطة لإنهاء الحرب قد يكرر نمط الحروب الأمريكية السابقة في العراق وأفغانستان؛ الانتصار في المعركة الأولى، والخسارة في الحرب الطويلة.
ويرى البعض أن عملية صد الهجوم الصيني على تايوان بينما تعد خطوة ضرورية، لكنها تظل غير كافية؛ ما يعني أن واشنطن بحاجة إلى استراتيجية شاملة تشمل الردع المبكر والقوة الاقتصادية والعسكرية لإقناع القادة الصينيين بأن استراتيجية واشنطن لا تقتصر على المراحل الأولى من الصراع، بل تشمل أيضًا المرحلة النهائية منه.