أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر توقيع صفقة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لبيع مقاتلات "يوروفايتر تايفون" إلى أنقرة، في خطوة كشفت تحولًا استراتيجيًا أعمق بين البلدين، وبداية تحالف أمني أوروبي موازٍ للناتو يعيد رسم موازين القوة في شرق المتوسط.
وكان ستارمر قد أجرى زيارة مهمة إلى تركيا، في خطوة أكدت الدور الحاسم لأنقرة كشريك أمني لبريطانيا، خصوصًا أن رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر حذرت عام 1979 من مغبة أن تنحرف تركيا بعيدًا عن الغرب؛ ما يشكل خطرًا على الوضع العسكري في البحر المتوسط الشرقي وقدرة حلف الناتو على ضبط المنطقة في أوقات التوتر.
ويرى محللون أن النقطة الأبرز في زيارة ستارمر كانت إعلان الصفقة التي تتضمن شراء تركيا 20 مقاتلة من طراز "يوروفايتر تايفون" بقيمة 10.5 مليار دولار، وهو ما يمثل ذروة جديدة للعلاقات العسكرية بين البلدين؛ فهذه الصفقة التي تعد جسرًا استراتيجيًا بين الدولتين، تعالج فجوة حرجة في القدرات الجوية لأنقرة بعد تردد الولايات المتحدة في إعادة تركيا إلى برنامج "إف-35"، كما أنها تؤمن آلاف الوظائف في قطاع الدفاع البريطاني، الأمر الذي رحَّب به الداخل البريطاني في ظل ضغوط اقتصادية متزايدة.
ومع استضافة أنقرة لقمة الناتو عام 2026، من المرجح أن يكون الأمن عبر الأطلسي محور المناقشات، خاصة في ظل تردد بعض دول الاتحاد الأوروبي في إدماج شركاء غير أعضاء في الدفاع المشترك، ولذلك فإن تركيا، بصناعتها الدفاعية المتقدمة، والولايات المتحدة، بخبرتها وتصديرها العسكري الكبير، يقدمان نموذجًا للشراكة الاستراتيجية الفعالة.
وبينما جاءت زيارة ستارمر في توقيت مثالي لتعزيز التعاون الدفاعي بين لندن وأنقرة باعتبارهما قوتين عسكريتين قادرتين، يمكن للشراكة بينهما أن توفر استقرارًا إضافيًا لأوروبا، وتؤكد أن صفقة الطائرات المقاتلة ليست مجرد صفقة تجارية، بل خطوة استراتيجية تعزز الأمن الأوروبي قبل قمة الناتو في 2026.