ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
وقعت لندن وأنقرة مؤخرًا، اتفاقية بقيمة 8 مليارات جنيه إسترليني لتوريد 20 مقاتلة "يوروفايتر تايفون" إلى تركيا، في خطوة تعتبر الأكبر منذ عقدين في صادرات المقاتلات البريطانية؛ ما قد يثير حفيظة كلٍّ من إسرائيل واليونان.
وبينما يتوقع وصول أول دفعة من المقاتلة متعددة المهام بحلول 2030، فإن الصفقة تأتي ضمن جهود تركيا لتحديث أسطولها الجوي قبل دخول مقاتلة "تي إف-إكس" المحلية للخدمة، وتعزيز الدفاع الجوي لحلف الناتو على الجناح الجنوبي.
وكشفت مصادر أن الصفقة تضمن نحو 20 ألف وظيفة بريطانية بنسبة مشاركة صناعية تبلغ 37% من خط الإنتاج في إدنبرة ووارترون وسامليزبري وبريستول.
وتأتي النسخ الحديثة "ترانش 3 إيه" و"ترانش 4 إيه"، من المقاتلة ذات التصميم المشترك بين كلٍّ من المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، مزودةً برادار AESA Captor-E، وقدرات متقدمة لدمج الأسلحة والقيام بمهام الضربات الجوية العميقة بالتوازي مع مهام الاعتراض الجوي.
ويرى محللون أن تركيا تواجه تحديات في تحديث أسطولها بسبب التأخيرات البرمجية وتعقيدات الصفقات، ولذلك فإن الطراز الجديد سيمكن أنقرة من سد الفجوات في الاعتراض بعيد المدى والدقة العالية للتوجيه والمهام المستمرة (QRA) على مدار الساعة؛ خصوصًا أن الرادار المتقدم وأنظمة الدمج توفر تفوقًا على مقاتلات الجيل الرابع وتقلل تعرض الطائرات للمضادات الجوية الحديثة، مهيئة الطريق نحو تشغيل مقاتلة "قآن" محلية الصنع.
وكشف مراقبون أن الصفقة تعكس تعاونًا عميقًا بين لندن وأنقرة ضمن حلف الناتو؛ فبينما توفر بريطانيا القدرة الصناعية والجوية، فإن تركيا تمنح الموقع الجغرافي والقدرة التشغيلية على الجناح الجنوبي.
ويتوقع الخبراء أن تعمل هذه الخطوة على موازنة التفوق النوعي لإسرائيل، وتحديثات اليونان لمقاتلات "رافال" و"إف-16 في"، وردع أيّ محاولات للضغط الإقليمي في شرق البحر المتوسط.
وبالنسبة لمخططي الناتو، يعزز تحديث الأسطول التركي القدرة على الانتشار السريع لمراقبة أجواء منطقة البلطيق وحتى المشرق، والقيام بمهام الضربات البحرية والدفاع الجوي المشترك مع حلفاء الجناح الجنوبي.
وأكدت مصادر مطّلعة على الصفقة أن هذه الدفعة لا تمثل مجرد توريد طائرات جديدة فحسب، بل هي جسر استراتيجي يتيح لتركيا تعزيز قدراتها الجوية مع الحفاظ على جاهزية أسطولها الحالي من المقاتلات، كما أنه يمنح "قآن" فترة تطوير آمنة، مع دعم الدور البريطاني الصناعي والعسكري داخل حلف الناتو؛ ما يرسخ التعاون الدفاعي والسياسي بين لندن وأنقرة لعقد قادم من التحديات الإقليمية.