قوة إسرائيلية خاصة تقتل مسؤولاً في الجبهة الشعبية بعد تسللها لدير البلح وسط غزة
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن إيران تترنح بعد حربها مع إسرائيل، وإنها تبدو على حافة الانهيار، معتبرة أن نواحي الضعف "عميقة" داخل النظام، وأن "النصر" الذي ادعاه المرشد علي خامنئي، لن يخفي حقيقة أن البلاد أصبحت "دولة ذات ردع شبه معدوم".
ورأت الصحيفة الأمريكية أن الحرب الإسرائيلية الإيرانية التي استمرت 12 يوماً، وانضمت إليها الولايات المتحدة لفترة وجيزة، أفضت إلى "لحظة خطر شديد ووجودي" لإيران، رغم تصريح رئيسها "المعتدل"، مسعود بزشكيان، بأن المواجهة مع تل أبيب "فرصة ذهبية للتغيير".
وتقول سنام وكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، إن خامنئي والمحيطين يعتبرون بقاء "الجمهورية الإسلامية" هو "النصر الدائم".
بينما يعقّب تقرير "نيويورك تايمز" بأن "ضعف النظام يبدو عميقاً. ولا يمكن للنصر الذي يدّعيه خامنئي أن يخفي حقيقة أن إيران أصبحت الآن دولة ذات ردع شبه معدوم".
ويرى جيفري فيلتمان، الزميل الزائر في معهد بروكينغز بواشنطن، وهو أحد الأمريكيين القلائل الذين التقوا بالمرشد الأعلى، أنه يجب أن تكون أولوية خامنئي هي كيفية إعادة بناء ردع قائم على البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ والوكلاء المسلحين، و"كلها الآن في حالة من الدمار".
تذهب "نيويوك تايمز" إلى أن الحرب الأخيرة إسرائيل، والتي سبقتها في الثمانينيات مع العراق، رسّختا كثيراً لدى النظام الإيراني "نظرة عالمية مهووسة، وشعوراً بالظلم دفع النخبة، وخاصة خامنئي، إلى جهل كيفية تطور العالم من حولهم"، معتبرة أن الهاجس هو "البقاء بأي ثمن".
لكن خبراء ومحللين يعتقدون أن حتى هذا البقاء "لم يعد مضموناً، مع بوادر ثورة داخلية باتت "عند مفترق طرق"، إذ تبدو التوترات حول كيفية معالجة الأزمة التي أحدثتها الحرب جلية بالفعل.
وكما فعلت في عام 2009 عندما هددت انتفاضة واسعة النطاق بإسقاط النظام، شرعت قوى الأمن في حملة قمع شملت مئات الاعتقالات، وثلاث عمليات إعدام على الأقل، ونشر الحرس الثوري وميليشيا الباسيج في المناطق الكردية وغيرها من المناطق المضطربة.
"لقد شاهد الإيرانيون هذا الفيلم من قبل"، ويتساءل البعض عن جدوى الحرب إذا ما واجهوا هزيمة ساحقة أخرى، ووفق "نيويورك تايمز"، فإن "الشعب يريد أن يعرف من يتحمل مسؤولية الهزائم المتكررة، لكن لا يوجد قائد قادر على مواجهة النظام"، معتبرة أن "جمهورية ضعيفة قد تصمد لأربع أو خمس سنوات".
في بعض الأحيان، تصاعد التوتر إلى مواجهات عنيفة، كما حدث عندما نزل أكثر من مليوني شخص إلى الشوارع عام 2009، احتجاجاً على ما اعتبروه "انتخابات مسروقة" أعادت الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى السلطة.
في الآونة الأخيرة، وتحديداً في 2022، اندلعت موجة من الاحتجاجات بعد وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الآداب الإيرانية بعد اعتقالها بفترة وجيزة لعدم ارتدائها الحجاب.
وعكست هذه الحركة استياء عميقاً من فكرة أن يُملي رجال الدين المتقدمون في السن على النساء ما يجب أن يرتدينه من ملابس، وقد أدت إلى بعض التغيير. فالآن، لا ترتدي الكثيرات من النساء الحجاب؛ وأصبحت التوبيخات أقل وطأة.
وتقول "نيويورك تايمز" إن "قدرة الحكومة على قمع التحديات، من خلال القمع والتكيف، تعكس غرائزها القوية للبقاء، وتُعقّد تقييمات إمكانية استمرارها حتى مع معارضة أغلبية واضحة من الإيرانيين لها".
