أكد محمد رضا عارف، النائب الأول للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن إيران منفتحة على الحوار مع جميع الدول باستثناء إسرائيل، لكنها لن تقبل أي شكل من أشكال الإملاءات أو الضغوط الخارجية، مشدداً على أن الشعب الإيراني أثبت خلال الأزمات أنه لا يرضخ أمام التهديدات.
وقال عارف، خلال لقائه بعدد من الصناعيين ورواد الأعمال في محافظة يزد، إن "إيران لطالما كانت دولة تؤمن بالحوار والتفاهم، وقد تفاوضت حتى مع الولايات المتحدة، لكن الأخيرة اختارت العدوان في منتصف المفاوضات، ما يثبت أن مشكلتها ليست في التفاوض بل في إرادتها للهيمنة".
وأضاف: "الأمريكيون يتحدثون عن حقوق الإنسان والسلام، لكنهم، في الوقت نفسه، يشنون الحروب، ويهاجمون الدول ذات السيادة".
وأوضح أن "إيران لن تقبل الدخول في مفاوضات مشروطة أو خاضعة للإملاءات"، مؤكداً أن الحكومة والرئيس ملتزمان بنهج دبلوماسي متوازن يحمي المصالح الوطنية، ويصون الكرامة والسيادة.
وفي الشأن الداخلي، شدد عارف على أن الحكومة الرابعة عشرة جادة في دعم القطاع الخاص والصناعيين، مشيراً إلى أن "الدولة تثق برواد الأعمال، وتسعى لتفويض بعض الصلاحيات الإدارية إلى المحافظات، خصوصاً المناطق الحدودية، لتسهيل عمليات استيراد السلع الأساسية، وتلبية احتياجات السوق الوطنية".
وأشار إلى أن تنفيذ البرنامج السابع للتنمية يحتاج إلى استثمارات تتراوح بين 150 و200 مليار دولار، داعياً إلى إزالة العقبات البيروقراطية التي تعرقل تدفق الاستثمارات المحلية والخارجية، ومؤكداً أن الإيرانيين في الداخل والخارج لديهم الرغبة والقدرة على الاستثمار في وطنهم إذا تهيأت الظروف الملائمة.
وأكد النائب الأول للرئيس الإيراني أن تعزيز الاقتدار الوطني هو الهدف المركزي للحكومة، من خلال دعم الإنتاج، وتحسين معيشة المواطنين، وتوسيع العلاقات التجارية مع الجوار الإقليمي.
ولفت إلى أن "إيران تمتلك، اليوم، علاقات تجارية حرة مع الاتحاد الأوراسي، كما أن هناك سوقاً إقليمية تضم أكثر من 350 مليون نسمة يمكن أن تستوعب المنتجات الإيرانية".
وفي ختام كلمته، أشاد عارف بقدرات محافظة يزد في المجال الصناعي والعلمي، داعياً إلى الاستفادة من طاقاتها في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن "الحرب الأخيرة كانت حرباً علمية ونفسية بامتياز، وأن التميز في مجال التكنولوجيا بات أحد مقومات القوة الوطنية".