الجيش الإسرائيلي: استعدنا خلال "عربات جدعون" 10 جثامين لإسرائيليين كانوا محتجزين في غزة
أعلنت بكين للمرة الأولى عبر وسيلة إعلامٍ رسمية أن معايير بناء “جيش عالمي المستوى” يعني عمليًا السعي إلى الوصول لمستوى “أقوى جيش في العالم”، في خطوةٍ وُصِفَت بأنها الأكثر جرأةً منذ إطلاق برنامج التحديث العسكري.
هذا التوصيف، الذي نشرته صحيفة الشعب اليومية في أغسطس، اعتبره محللون إعلانًا صريحًا عن دخول الصين في سباقٍ مفتوح مع الولايات المتحدة، بما يتجاوز الشعارات التقليدية عن “جيش يتناسب مع مكانة الدولة”.
وبحسب تقريرٍ لـ"جيمس تاون فاونديشن"، فإن خلف هذا الخطاب الطموح، يرى خبراء أن الصين تُواجه معادلةً معقدة تجمع بين تسريع وتيرة التحديث العسكري وتثبيت قبضة الحزب الشيوعي على الجيش، في وقت تشهد فيه المؤسسة العسكرية نفسها موجة تطهير داخلي هي الأكبر منذ عقود، والشكوك التي تكتنف التسلسل الهرمي العسكري.
الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي سرّع منذ 2017 جدول التحديث واستراتيجية التنمية الأصلية المعروفة بـ “خطة الخطوات الثلاث”، يسعى لتحقيق قفزة نوعية بحلول عام 2027، وهو عام الذكرى المئوية لتأسيس الجيش، غير أن تقارير رسمية أقرت بوجود “فجوتين كبيرتين” بين قدرات الجيش الصيني ومعايير الجيوش المتقدمة، إضافة إلى “قدرتين غير كافيتين” في تلبية متطلبات الأمن القومي وخوض الحروب الحديثة.
من جانبه أوضح خبير في الشؤون العسكرية الصينية أن “الإقرار بهذه الفجوات يعكس إدراكاً داخل بكين بأن الوصول إلى المعايير الأمريكية أو الروسية ليس مسألة موارد فقط، بل تحدٍ زمني وأمني معًا”.
وبحسب التقرير فإن الخطة الصينية تعتمد بشكلٍ واسع على إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والأنظمة الذكية في ما يسمى “الجيش المؤتمت”، وهو ما وصفته الصحيفة الرسمية بأنه “فرصة تاريخية لا تتكرر إلا مرة في القرن”، ومع ذلك، يُحذّر محللون غربيون من أن الاعتماد السريع على تقنيات غير مستقرة قد يخلق ثغرات أمنية وعقائدية داخل الجيش نفسه، خاصة إذا لم يتم التحكم في استقلالية الأنظمة القتالية الذكية.
التوقيت الذي اختارت فيه بكين إعلان هذا الهدف لم يكن بعيدًا عن رسائل مباشرة تجاه تايوان؛ ففي احتفال الذكرى السنوية لتأسيس الجيش، أعلن وزير الدفاع دونغ جون أن القوات الصينية “جاهزة لتحقيق الوحدة الكاملة وردع أي تدخل أجنبي”.
ويرى خبراء أن هذه التصريحات، مقرونة بالحديث عن منافسة “أقوى جيش في العالم”، تؤكد أن المسرح التايواني قد يكون ساحة الاختبار الأولى قبل حلول 2027، وقد حذرت تقارير في الكونغرس الأمريكي من عدم استبعاد استعداد بكين للتحرك عسكرياً في هذا الإطار، وهو ما يزيد التوتر الإقليمي.
ورغم الخطاب الواثق، فإن سلسلة التغييرات في المناصب العليا داخل الجيش الصيني منذ 2023، بما في ذلك إقالة قادة بارزين في لجنة العمل السياسي، تكشف عن أزمة ثقة داخلية، وقال محللون إن “الحملة على الفساد قد تكون في جوهرها عملية إعادة هيكلة لضمان الولاء الشخصي للرئيس شي، أكثر من كونها مجرد إصلاح إداري”.
وجاء في السياق أن إصرار الحزب على التشديد على “القيادة المطلقة” للحزب الشيوعي الصيني، يعكس خشية حقيقية من أن تضخم القدرات العسكرية قد لا يترافق مع ولاء سياسي مطلق، وهو ما يجعل السيطرة الداخلية شرطًا موازيًا للطموح الخارجي.
يبدو أن بكين تريد إيصال رسالة مزدوجة؛ فمن جهة، تسعى لطمأنة الداخل عبر إبراز “تفوق قيمي” للجيش الصيني على الجيوش الغربية التي تصفها بالإمبريالية، ومن جهة أخرى، توجه للخارج إنذارًا بأنها تتحرك على مسار سريع لمنافسة الولايات المتحدة عسكريًا، لكن خبراء يرون أن المعضلة الأساسية تبقى في قدرة الصين على تحقيق التوازن بين طموحاتها التكنولوجية وتحدياتها الأمنية الداخلية، خصوصًا مع تسارع العد التنازلي نحو عام 2027.