logo
العالم
خاص

"انقلاب مفاجئ".. الديمقراطيون وماسك يتحالفون ضد ترامب

"انقلاب مفاجئ".. الديمقراطيون وماسك يتحالفون ضد ترامب
ترامب وإيلون ماسكالمصدر: رويترز
04 يونيو 2025، 6:49 ص

لم يحتج الملياردير الأمريكي الأكبر إيلون ماسك أكثر من أيام معدودات بعد مغادرته البيت الأبيض ليطلق أكبر انتقاد من نوعه ضد حليفه وصديقه المقرب الرئيس دونالد ترامب.

أخبار ذات علاقة

الملياردير الأمريكي إيلون ماسك

"شر مقيت".. ماسك يعلّق على مشروع قانون ترامب لخفض الضرائب‎

 الانتقاد جاء في توقيت في غاية السوء بالنسبة لترامب خاصة أنه يستعد وأعضاء إدارته لبدء الجولة الثانية من مسار التفاوض مع الشيوخ الديمقراطيين والجمهوريين في الغرفة الثانية من الكونغرس لتمرير مشروع التخفيض الضريبي الذي لطالما وصفه ترامب بالجميل والضخم.

ووصف ذلك بأنه أكبر وأعنف لهجة معارضة استخدمها ماسك ضد ترامب منذ إعلان تحالفهما في وجه الديمقراطيين الصيف الماضي استعدادا لانتخابات الرئاسة الماضية 

ويرى الملياردير الأمريكي في هذا القانون "خيبة أمل كبيرة"، ويصف مصادقة أعضاء مجلس النواب عليه بـ"الخطأ الكبير"، كما يصف المشروع بـ"المقزز". 

هذه اللهجة من جانب ماسك لم يتعود عليها فريق ترامب وحتى ترامب شخصيا الذي كان يراهن بقوة على دور ماسك في الإدارة الحالية خاصة على جبهة تخفيض الإنفاق الحكومي من خلال استلامه وزارة الكفاءة الحكومية وتطوير أداء الحكومة الفيدرالية. 

بين الشخصي والسياسي

كثيرة هي الأسباب التي حدثت من وراء جدران البيت الأبيض وأوصلت علاقة التحالف بين ترامب وماسك إلى ما هي عليه الآن، بعضها شخصي بحت وبعضها الآخر سياسي اقتصادي.

يقول المقربون من إدارة الرئيس ترامب لـ"إرم نيوز" إن ماسك لم يعد يشعر بقوة نفوذه داخل البيت الأبيض حيث تضاءلت قوة تأثيره على القرار الرئاسي شيئا فشيئا لصالح خصومه الذين باتوا يتمتعون بنفوذ أكبر من ماسك في الأسابيع الأخيرة.

أزمات ماسك في شركاته الخاصة جعلته بعيدا عن التركيز الكامل على الجانب السياسي والانشغال أكثر بمحاولة مساعدة شركته تسلا بصورة خاصة على الخروج من أزمة سلسلة خسارتها المتسارعة. 

وقد كان ماسك يختلف مع اثنين من كبار موظفي البيت الأبيض في ما يتعلق بالخيارات الاقتصادية. وأول هؤلاء المستشار الاقتصادي بيتر نافارو الذي يوصف بأنه عراب سياسات الرسوم الجمركية في البيت الأبيض.

ولم يكن هناك ود بين الرجلين في وقت مبكر من عمر هذه الإدارة، لكن الخلافات بينهما خرجت خارج حدود البيت الأبيض وباتت علنية على شبكة إكس حيث تبادلا الشتائم أمام ملايين الأمريكيين.

أما الخصم الآخر لماسك داخل الإدارة فهو وزير الخزانة سكوت بيسنت الذي كان ماسك يعارض تعيينه من الأصل في هذا المنصب المفتاحي.

ويقول المقربون إن ثمة نفورا كان بين الرجلين منذ أن عرف الوزير بقصة معارضة ماسك تعيينه في المنصب، وازداد الوضع سوءا بينهما عندما رفض وزير الخزانة اقتراحات ماسك لتعيين موظفين كبار في الوزارة مفضلا خياراته الشخصية في هذه التعيينات.

ويضيف المتحدثون لـ"إرم نيوز" أن الرئيس ترامب وجد نفسه في مواجهة انقسام داخلي بين حلفائه لكنه كان أقرب في خياراته النهائية لصالح مسؤولي فريقه الاقتصادي على حساب وجهة نظر ماسك سواء في ما يتعلق بالرسوم الجمركية أو التعيينات في وزارة الخزانة وصولا إلى تلك القطرة التي أفاضت الكأس بالكامل وهي المتعلقة بقانون الضرائب والإنفاق الحكومي الذي صادق عليه مجلس النواب قبل أيام قليلة.

ويقول قريبون من ماسك لـ"إرم نيوز" إنه كان يرى في نفسه صاحب الصوت الأعلى بين أعضاء الفريق الحكومي للرئيس ترامب لأسباب عدة منها ما يتعلق بالعلاقة الشخصية بين الرجلين الحليفين وتقارب وجهات نظرهما تجاه الكثير من القضايا في الداخل والخارج، لكن تطورات الأحداث داخل البيت الأبيض جعلت دور ماسك يتراجع بشكل متواصل؛ وهو الأمر الذي أثار استياء صاحب منصة إكس.

 يرى ماسك في نفسه أنه الأحق بنفوذ واسع في الإدارة الحالية؛ لأنه الأكثر إنفاقا في دعم حملة ترامب الانتخابية، إضافة إلى أنه تحمل الخسائر الأكبر ماليا بإعلانه هذا الدعم وقبوله بمنصب في الحكومة الحالية، وهو ما كلفه الكثير من العداوات السياسية.

ترامب يرفض استمرار ماسك

لا شيء يؤكد هذه الرواية من الناحية الرسمية حتى الآن، لكن مقربين من ماسك يقولون إن الوزير السابق كان يرغب في استمرار وجوده في البيت الأبيض، خاصة أن الاتفاق السابق بينه وبين ترامب كان توزيع عمله بين شركات منصبه الحكومي بتخصيص ثلاثة أيام من الأسبوع لمؤسساته الخاصة ويومين لمهامه الحكومية. 

هذا الاتفاق لم يتم تنفيذه؛ لأن البيت الأبيض رفض التمديد لماسك في مهامه الحكومية التي تنتهي قانونيا بالنسبة لكبار الموظفين الخاصين في الإدارة بعد مئة وثلاثين يوما؛ وهو ما حدث مع ماسك عندما اضطر إلى مغادرة البيت الأبيض.

ولا يوجد أي تأكيد من الجانبين أن ترامب لم يرغب في استمرار ماسك، لكن العارفين بدواخل المكتب البيضاوي يقولون إن غضب ماسك القوي والسريع تجاه ترامب يفسر حالة الإحباط التي يعيشها صاحب موقع إكس.

لقد كان ماسك يتوقع دعما من البيت الأبيض في خلافاته مع الفريق الاقتصادي، لكن وفي أكثر من مناسبة اختار البيت الأبيض تكليف المتحدثة باسمه للحديث عن الموقف من هذه النزاعات والمشادات العلنية بين ماسك وأعضاء الإدارة دون أن يصدر أي تصريح من ترامب بخصوص هذه الخلافات العلنية.

الرئيس ترامب اختار البقاء بعيدا عن هذه الخلافات محافظا في الوقت ذاته على مسافة واحدة فاصلة من الطرفين، لكنه من الناحية العملية اختار أن يأخذ بأفكار الطرف الآخر، وهو ما ظهر في أوامره التنفيذية.

وتقول المتحدثة باسم البيت الأبيض تعليقا على موقف ماسك الجديد، إن الرئيس متمسك بمشروعه القانوني وإن تعليقات ماسك مخيبة للآمال.

رئيس مجلس النواب مايك جونسون، أحد المقربين من ترامب والمؤيدين بقوة لمشروع القانون، يقول إنه تحدث إلى صديقه ماسك حول القانون وإنه يرى القانون جيدا، وإن من حق ماسك التعبير عن رأيه.

الديمقراطيون وماسك ضد ترامب 

هذا العنوان لو قيل قبل أيام من الآن لكان الأمر يبدو مستحيلا لكنه الحقيقة الآن في واشنطن، حيث خرج زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر في مؤتمر صحفي بمقر الكونغرس لينوه عاليا بموقف ماسك المعارض لمشروع ترامب ويقول للصحفيين إنه موافق تماما على ما يقوله ماسك.

أخبار ذات علاقة

ترامب يحرق ورقة ماسك السياسية

تحالفه مع ترامب كلفه كثيرا.. هل انتهى عصر إيلون ماسك الذهبي؟

 يقول قياديون ديمقراطيون لـ"إرم نيوز" إن تطابق وجهات النظر بين مشرعي حزبهم وماسك سيكون عاملا حاسما في المواجهة المرتقبة في مجلس الشيوخ أثناء عرض قانون ترامب للضرائب والإنفاق للمصادقة عليه، مضيفين أنهم وجدوا في تصريحات ماسك داعما كبيرا لموقفهم المعارض للقوانين وعدم السماح بتمريره في الغرفة الثانية بعد المصادقة عليه وبفارق صوت واحد في مجلس النواب.

سيكون ترامب بحاجة إلى تصويت الشيوخ الجمهوريين جماعيا لصالح مشروعه لضمان مروره، ولكن هذا الأمر لا يبدو أنه مضمون لصالح ترامب في هذه الجولة، وذلك بسبب وجود ستة من الأعضاء الجمهوريين يجاهرون بتحفظات علنية حول نص القانون.

"إنها لعبة واشنطن" يقول قيادي ديمقراطي لـ"إرم نيوز".. بالأمس كنا نقف في الجهة المضادة لماسك في قراراته المتعلقة بتقليص الإنفاق الحكومي، واليوم نجد أنفسنا نقف مع ماسك في جبهة واحدة ضد ترامب بل ونتفق معه على أن مشروع ترامب سوف يؤدي إلى مزيد من الإنفاق وإلى رفع سقف الدين الأعلى أكثر مما هو عليه الآن، بل إن عواقبه ستكون وخيمة على العائلات المتوسطة الدخل من الأمريكيين.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC