"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال
اعتبر موقع "ذا هيل" الأمريكي، أن حساب الرئيس دونالد ترامب على منصة التواصل الاجتماعي "تروث سوشال" يدل على شيء، فإن الرئيس أمضى معظم عطلة نهاية الأسبوع ملتصقًا بهاتفه المحمول في حالةٍ لا يمكن وصفها إلا بعاصفةٍ من "الخرف الظاهر".
وتعهد ترامب بفرض رسومٍ جمركيةٍ بنسبة 100% على الأفلام الأجنبية بسبب مخاوف غامضة تتعلق بـ"الأمن القومي"، كما تعهد بإعادة فتح سجن ألكاتراز، الذي كان بمنزلة متحفٍ لمعظم القرن الماضي. كما نشر ترامب (ونفى لاحقًا نشره) صورةً مُولّدةً بالذكاء الاصطناعي لنفسه على أنه البابا القادم، وهو قرارٌ مُحيّرٌ ومُهينٌ أدّى إلى توبيخٍ علنيٍّ نادرٍ من رئيس أساقفة نيويورك الكاثوليكي المحافظ.
وبحسب الموقع، تُثير نوبات غضب ترامب الغريبة وتصريحاته على وسائل التواصل الاجتماعي مقارناتٍ غير مُرضية مع التراجع الإدراكي الواضح للرئيس السابق بايدن أثناء توليه منصبه. والآن، حتى المقربون السابقون لترامب يُعربون عن قلقهم للصحافة بشأن الصحة العقلية لرئيسهم السابق.
يؤكد "ذا هيل" أن ترامب يبدو أنه فقد ذاكرته، مشيرًا إلى قسم اليمين الذي أقسمه ترامب قبل خمسة أشهر فقط، وتحديدًا الجزء المتعلق بحماية دستور الولايات المتحدة وسيادة القانون والدفاع عنه. ففي مقابلةٍ مع كريستين ويلكر في برنامج "ميت ذا برس" على قناة "إن بي سي"، التي أثارت الدهشة في واشنطن، ادعى ترامب أنه لا يعرف ما إذا كان اتباع الدستور إلزاميًا.
وعلى غرار بايدن، دفع سلوك ترامب الغامض بعض الجمهوريين إلى التساؤل عما إذا كان الرئيس يخضع لسيطرة آخرين. يوم الاثنين، انتقدت النائب عن ولاية جورجيا الجمهورية مارغوري تايلور غرين الشخصيات الغامضة التي زعمت أنها "تتربص بالرئيس" خلال ظهورها في برنامج "غرفة الحرب" للمذيع ستيف بانون. واتهمت غرين مستشاري ترامب تقريبًا باختطاف نظامه من خلال التلاعب بعقل الرجل البالغ من العمر 78 عامًا.
وأضاف الموقع أن ترامب يواجه أيضًا انتقادات جديدة لافتقاره إلى الحكمة في اختيار كبار مستشاريه. وقد تجلى هذا التناقض جليًا خلال عطلة نهاية الأسبوع، عندما أقال ترامب مستشار الأمن القومي مايك والتز بزعم انخراطه في دبلوماسية غير مصرح بها مع إسرائيل، ليعيد تعيينه فورًا سفيرًا لدى الأمم المتحدة.
وتابع: "لقد ترك قرار ترامب المتهور واشنطن تتساءل عن مدى صحة حكمه. إذا كان والتز خطيرًا جدًا على ترامب ليثق به كمستشار للأمن القومي، فلماذا يعتقد ترامب أن والتز سيكون أكثر جدارة بالثقة في الأمم المتحدة؟ ألن تكون الأمم المتحدة أسوأ مكان ممكن لوضع رجل متهم بتقويض أهداف ترامب الدبلوماسية سرًا".
وبيّن الموقع أنه في أي إدارة فاعلة، ستكون القرارات الضارة كهذه مجالات واضحة للقلق الفوري. في البيت الأبيض بقيادة ترامب، تمر تلك العلامات التحذيرية الصارخة دون أن يلاحظها أحد. في النهاية، ستؤدي هذه العلامات التحذيرية المُهملة إلى أزمة وطنية حقيقية، ولن يؤدي ضعف فهم ترامب للواقع إلا إلى تأجيج الوضع.
وختم الموقع بالقول: "كما هو الحال مع بايدن، فإن التساؤلات حول قدرة ترامب العقلية لن تختفي. بل ستزداد حدةً مع ازدياد غموض قراراته على وسائل التواصل الاجتماعي، وتغلغل أخطائه المتعلقة بسوء تقدير السوق عميقًا في رواتب الأمريكيين. يجب على ترامب أن يجنّب بلادنا سنوات من الشك والتكهنات بموافقته على الخضوع لاختبار إدراكي عام".
