ترامب: حدودنا كانت مفتوحة وتعرضنا للغزو من قبل الملايين

logo
العالم

طريق البحر الشمالي.. كيف تخطط روسيا والصين لإدارة التجارة العالمية؟

سفينة في القطب الشماليالمصدر: شركة مورمانسك الروسية

شهد الاجتماع الدوري الثلاثين لرئيسي حكومتي روسيا والصين في  بكين دفعة جديدة للتعاون الثنائي في قضايا القطب الشمالي، حيث أكد البيان المشترك على نية البلدين تعزيز التعاون في طريق البحر الشمالي، أحد أبرز الممرات البحرية الاستراتيجية في العالم.

يتجاوز الاتفاق الطابع الرمزي ليشمل مجالات عملية متعددة، مثل ضمان سلامة الملاحة في خطوط العرض العليا، تطوير السفن والتقنيات القطبية، وتدريب الكوادر البحرية، إضافة إلى زيادة حركة البضائع عبر الممر وتعزيز تنافسيته أمام الطرق التقليدية كقناة السويس، بحسب موقع " RUSSIA'S PIVOT TO ASIA".

طريق البحر الشمالي.. بديل استراتيجي لقناة السويس

يُعد طريق البحر الشمالي (NSR) محورًا استراتيجيًا يربط بين المحيطين الهادئ والأطلسي عبر القطب الشمالي. 

ومع تسارع ذوبان الجليد القطبي نتيجة التغير المناخي، تزداد أهمية هذا الممر بوصفه طريقًا تجاريًا أقصر يختصر المسافة بين آسيا وأوروبا بما يتراوح بين 10 إلى 14 يومًا مقارنةً بطريق قناة السويس.

أخبار ذات علاقة

رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي تتحدث خلال مؤتمر صحفي بعد قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC) في كوريا الجنوبية في جيونغجو، كوريا الجنوبية، السبت 1 نوفمبر 2025.

تاكايتشي تشعل فتيل الأزمة.. أول "مواجهة نارية" بين طوكيو وبكين حول تايوان

هذا الاختصار الزمني يمنح الطريق ميزة اقتصادية كبرى، كما يعزز طموحات روسيا في جعله ممراً تجارياً رئيسياً تحت إشرافها السيادي، بينما ترى الصين فيه جزءًا حيويًا من مبادرتها الكبرى "الحزام والطريق القطبي"، ما يمنحها منفذاً جديداً للتجارة البحرية بعيدًا عن مضايق بحرية خاضعة لنفوذ الغرب مثل ملقا وسنغافورة.

أحد البنود اللافتة في البيان الروسي الصيني هو التركيز على تدريب المتخصصين في الملاحة القطبية؛ حيث أعلنت وزارة النقل الروسية أن التعاون يشمل إعداد كوادر صينية عالية التأهيل وفق المعايير الدولية في مؤسسات بحرية روسية مرموقة، مثل الجامعة البحرية الحكومية وجامعة الأدميرال ماكاروف للشحن البحري والنهري.

وسيُمنح البحارة الصينيون تدريبًا عمليًا باستخدام أجهزة محاكاة متقدمة في بيئات تحاكي ظروف الملاحة القاسية في المياه الجليدية، بهدف رفع كفاءتهم التشغيلية وضمان سلامة الملاحة وحماية البيئة البحرية في المناطق القطبية.

توازن بيئي واستراتيجي في القطب الشمالي

لم يقتصر الاتفاق على الأبعاد التجارية والتقنية، بل شمل أيضًا التزامًا مشتركًا بـ التنمية المستدامة في المنطقة القطبية، والعمل ضمن المنصات الدولية مثل مجلس القطب الشمالي، ما يعكس رغبة البلدين في تأطير نشاطهما ضمن أطر مؤسسية تضمن الشرعية البيئية والدبلوماسية.

غير أن هذا التعاون لا يخلو من دلالات جيوسياسية؛ فروسيا تسعى لترسيخ حضورها كقوة قطبية كبرى تملك النفوذ على خطوط الشحن الجديدة، بينما تستفيد الصين من الشراكة لتعزيز وصولها إلى الموارد الطبيعية والنفطية في الشمال، وموازنة النفوذ الأمريكي في البحار العالمية.

أخبار ذات علاقة

طائرة إف-15

لمنافسة الصين وروسيا.. القوات الجوية الأمريكية تنتقل ببطء إلى الجيل السادس

ويُجسد التعاون الروسي الصيني في القطب الشمالي مرحلة جديدة من الاندماج الاقتصادي والاستراتيجي بين موسكو وبكين، ضمن مسار أوسع لتحويل طريق البحر الشمالي إلى شريان تجاري بديل يربط آسيا بأوروبا تحت مظلة النفوذ الأوراسي.

ومع استمرار التغيرات المناخية التي تُعيد رسم خرائط الملاحة العالمية، قد يتحول القطب الشمالي إلى مسرح تنافس اقتصادي وجيوسياسي جديد، تتصدره روسيا والصين في مواجهة تردد الغرب بين المخاوف البيئية والطموحات الاقتصادية.

في هذا السياق، يبدو أن موسكو وبكين لا تراهنان فقط على طريق أقصر، بل على نظام بحري عالمي جديد يعيد توزيع النفوذ من الجنوب نحو الشمال.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC