الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
يثير انهيار الجيش المالي السريع أمام جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"، المرتبطة بتنظيم القاعدة، تساؤلات حول ما إذا كان ذلك سيقود إلى انهيار قوة الساحل الأفريقي المشتركة.
ونجحت الجماعة في الزحف نحو العاصمة المالية باماكو، ومحاصرتها لأكثر من شهرين.
وخلال الأشهر الماضية، أجرت دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو محادثات مكثفة تستهدف إطلاق هذه القوة التي ستكون مهمتها محاربة الجماعات المسلحة التي نجحت في تعزيز نفوذها، على غرار جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وجبهة تحرير ماسينا.
ورغم أن الاتفاق على تشكيلها تمّ التوصّل إليه في وقت سابق، فإنّ عملية إطلاق القوة العسكرية المشتركة تعثرت، ما يثير تساؤلات جديّة حول مصيرها لا سيما في ظل تدهور الوضع الأمني.
ولم تعلن السلطات في الدول المذكورة بعد خطوات جديدة لإطلاق القوة العسكرية المشتركة، وسط مخاوف من انهيار العاصمة المالية في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه جماعة نصرة الإسلام والمسلمين.
وقال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، إنّ "فرص نجاح دول الساحل الأفريقي في إطلاق القوة العسكرية الجديدة باتت ضئيلة، وحتى إن تمّ ذلك فإنه سيشكل ما يشبه الولادة المشوهة، فبعض الدوائر السياسية في مالي تنتقد بشدة صمت وغياب دعم من بوركينا فاسو والنيجر للبلاد في حربها ضد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين".
وأضاف ديالو لـ"إرم نيوز"، أنّ "هناك غيابا للتنسيق بين دول كونفدرالية الساحل وهو أمر سيقود إلى نهاية قوة الساحل المشتركة قبل حتى ولادتها، وهذا لاحظناه في حصار جماعة نصرة الإسلام والمسلمين للعاصمة باماكو".
وشدد على أنّه "منذ البداية كان واضحا أن عملية إطلاق هذه القوة ستواجه عقبات خاصة في ظل انعدام الموارد اللازمة من أجل تمويلها وتوفير الأسلحة المتطورة لها، لذلك أعتقد أنّ هذه القوة حتى وإن شُكلت وأطلقت فإن عملياتها ستكون محدودة وغير قادرة على إحداث اختراق أمني كبير في غرب القارة المأزومة".
وشهدت مالي وبوركينا فاسو والنيجر في السنوات الماضية انقلابات عسكرية متتالية أدت إلى طرد القوات الفرنسية، والانسحاب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، ووقف التعاون الأمني مع هذه الأطراف.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد إدريس، إنّ "هذه التطورات أفرزت واقعا أمنيا معقدا في الساحل الأفريقي؛ لأن هذه الدول لم تثبت بعد قدرتها على استعادة الأمن والاستقرار رغم تعهد قادتها الجدد بذلك".
وأضاف إدريس، في تصريح لـ "إرم نيوز"، أنّ "تعثر إطلاق قوة الساحل المشتركة سيؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني خاصة مع نجاح جماعات مثل النصرة في تعزيز نفوذها في بعض الدول مثل مالي وبوركينا فاسو".
ولفت إلى أنّ "ذلك ستكون له عواقب وخيمة على المنطقة سواء من حيث وتيرة اللجوء أو الهجرة غير النظامية أو غيرهما، وبالتالي الوضع يتطلب تدخلاً عاجلاً".