الجيش الإسرائيلي يعلن شن سلسلة غارات على منطقة البقاع شرق لبنان
قالت صحيفة "ذا تايمز" إن الرئيس الصيني شي جين بينغ أطلق مبادرة "الحزام والطريق" في سبتمبر عام 2013، في محاولة منه لاستغلال سمعة الصين الاقتصادية بعد 20 عامًا من النمو السريع والنجاح في الخروج من الأزمة المالية العالمية، لتعزيز نموذجها التنموي كبديل لرأسمالية السوق الحرة على الطريقة الأمريكية.
وقالت الصحيفة إن "شي" كان يستهدف في المقام الأول البلدان النامية التي كانت تتصارع عليها في معركة النفوذ، الصين والولايات المتحدة، وفي بعض الحالات روسيا، كما هو الحال مع كازاخستان، التي كانت في السابق جزءًا من الاتحاد السوفيتي.
وأكدت الصحيفة أن انضمام إيطاليا، العضو الوحيد من الدول الغربية الغنية، إلى المجموعة كان بمثابة واحدًا من أعظم الانتصارات السياسية للزعيم الصيني.
لكن إيطاليا تخطط الآن لإلغاء عضويتها في المجموعة، في ظل تزايد الشكوك حول المشروع الدولي الرئيسي للصين، واتساع الفجوة بين الشرق والغرب، مما يلقي بظلاله على الذكرى السنوية العاشرة لمبادرة الحزام والطريق؛ أو ما يطلق عليها "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير"، وفق الصحيفة.
وأضافت أن وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني، أثناء زيارته لبكين هذا الأسبوع، أبلغ نظيره الصيني، تشين غانغ، بعدم تفكير إيطاليا بالتجديد لمدة خمس سنوات أخرى بدعوى أن طريق الحرير لم يحقق النتائج التي توقعتها إيطاليا.
وعلّق وزير الدفاع الإيطالي، جويدو كروسيتو، على فشل المبادرة في تحقيق نتائج، وقال: "إن اختيار الانضمام إلى طريق الحرير كان عملًا مرتجلًا وشريرًا.. لقد قمنا بتصدير شحنة من البرتقال إلى الصين، فتضاعفت صادراتهم إلينا ثلاثة أضعاف في ثلاث سنوات".
وتابعت الصحيفة أن "المبادرة التي حققت بعض النجاحات في إفريقيا وآسيا تمثلت في زيادة الاستثمارات والمساعدة على تطوير البنية التحتية، أثارت غضبًا؛ لأن الاستثمار يأتي مع مطالبة الدول بدعم مواقف الصين الدولية، وخاصة مطالبتها بتايوان، الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، وغير ذلك من الأهداف الاستراتيجية".
يضاف إلى ذلك أن "ابتعاد الدول الأوروبية عن الصين بسبب مخاوف أمنية واحتجاجًا على علاقتها مع روسيا رغم حربها ضد أوكرانيا، جعل الجوانب السياسية عائقًا أمام المزيد من الاستثمار".
وأردفت الصحيفة أن "الصين حريصة كل الحرص على عدم خروج شريك مهم مثل إيطاليا من هذه المبادرة، وأنها أخبرت إيطاليا مرارًا وتكرارًا بضرورة عدم السماح لواشنطن بأن تضلها عن مبادرة الحزام والطريق".
لكن إيطاليا بدورها أشارت إلى أن انسحابها من المبادرة لن يضر بالعلاقات؛ وتحديدًا الاقتصادية منها مع الصين، وفق الصحيفة.
المصدر: صحيفة "ذا تايمز"