في تصعيد خطير وممنهج، شهدت العاصمة الأوكرانية كييف فجر اليوم الجمعة هجومًا روسيًا مكثفًا استهدف البنية التحتية للطاقة، ما أسفر عن انقطاع كامل للتيار الكهربائي عن الضفة الشرقية اليسرى من المدينة، تاركًا مئات الآلاف من السكان في ظلام دامس.
يمثّل هذا الهجوم جزءًا من حملة روسية منهجية استهدفت منشآت الطاقة في أنحاء متفرقة من أوكرانيا خلال ساعات الليل، في محاولة لتعطيل البنية التحتية وتقليص قدرة الدولة على الصمود، تزامنًا مع اقتراب فصل الشتاء.
وأعلن رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، عبر قناته على تطبيق "تليغيرام" عن حجم الأضرار الأولية، مؤكداً أن "الضفة اليسرى أصبحت بلا كهرباء تماماً"، وأشار إلى أن الهجوم تسبب أيضاً بـ"مشكلات خطيرة في شبكة إمدادات المياه" في المناطق المتضررة، ما يضاعف من معاناة السكان المدنيين مع انقطاع خدمتين حيويتين في آن واحد.
وقال نائب رئيس الوزراء الأوكراني أوليكسي كوليبا على تطبيق "تيليغرام" إن قصفاً روسياً استهدف البنية التحتية للبلاد خلال الليل أدى إلى انقطاع إمدادات المياه مؤقتاً عن مليوني مستهلك في كييف، بحسب ما قالته وكالة "رويترز"
وقال إن أربعة آلاف مبنى في العاصمة لا تزال دون مياه، وإن العمل لا يزال مستمرا لإعادة توصيلها.
وتعد هذه الضربات التي تستهدف البنية التحتية المدنية انتهاكاً للقوانين الإنسانية الدولية، وتهدف إلى خلق أزمة إنسانية عبر حرمان الملايين من التدفئة والكهرباء والمياه.
وباشرت فرق الطوارئ ومهندسو الطاقة فورا عمليات تقييم الأضرار والعمل على إصلاح الشبكات في ظروف بالغة الصعوبة والخطورة.
وحذرت السلطات من أن عملية إعادة التيار الكهربائي قد تستغرق وقتاً طويلاً نظراً إلى حجم الدمار الذي لحق بالمحطات والمحولات الرئيسية.
ويعيش سكان كييف الآن وضعاً حرجاً، حيث يعتمدون على المولدات الاحتياطية ومراكز المساعدة التي أقامتها المدينة، بينما يواجهون مستقبلاً غامضاً في ظل استمرار الهجمات الروسية التي تسعى لكسر إرادة الشعب الأوكراني عبر استهداف شريان حياته الأساسي للطاقة.